اختتام الملتقى الأول للقصة والصورة بتازركة.. ورشات لتقنيات القصة والصورة.. واصدار كتاب في الدورة الثانية (الدولية )
تازركة..المكان والمكانة.. نخبة من أحباء وناشطي القصة وفنون الصورة في لقاء حالم بممكنات التفاعل والتواصل، بما ينتج مجالات ادبية فنية جمالية من شأنها تفكيك العلاقة واعادة بنائها بين الحروف الساردة والريشة الساحرة.. أو الأقلام، الفكرة ممتعة ومولدة للأفكار والمشاريع ..
لذاك كان حرص الكاتبة والفوتوغرافية ندى نصر مديرة دار الثقافة محمود المسعدي على هذا الملتقى في مستوى الاعداد وتوفير فرص النجاح.. كانت هذه الدورة الاولى التي اختتمت يوم 14 من الشهر الجاري وخلال ثلاثة ايام بمثابة الورشة الكبيرة والمفتوحة على التحسس والحلو والتأويل ليصل الجميع الى طرافة وفرادة وأهمية التظاهرة، حيث كان الاقرار بأن تكون الدورة الثانية دولية بالنظر للأهمية والخصوصية الثقافية لمحتوى الفعالية، فضلا عن قيمة التجربة القصصية التونسية والحضور الثقافي للصورة في تونس، الى جانب التفاعل الخارجي مع هذا الحدث الثقافي، وكذلك لمزيد تنشيط المشهد الثقافي لبلدة تازركة، بلدة السارد التونسي الكبير محمود المسعدي وللتراكم الفني الجمالي لمنجز الصورة في ارض المهرجان الدولي للباند ديسيني…
في فضاءات دار الثقافة محمود المسعدي، كانت اللقاءات الادبية والورشات وبحضور الأدباء والرسامين، وقد عبرت الحوارات والنقاشات المفتوحة عن سعي لمزيد مد علاقات التواصل والانتاج وصولا الى انجاز كتاب عن الدورة من حيث النصوص والرسوم المنجزة والصور ..
ان الفن الفوتوغرافي من الفنون الساحرة، التي يسعى فيها الفنان للتفاعل مع الزمن والسيطرة على لحظاته، قولا بالشغف والسرعة والبغتة، وفق حكايات باذخة هي ما يعلق بالصورة وما يتبقى من توهج اللحظة من عناوين الجمال والحنين والذاكرة والوعي بالتأريخ الفني والاستيتيقي والوجداني.. الصورة اذن وبهذه المعاني سلطة أخرى لا تقل قيمة وحرقة عن سلطة الكلام والبيان واللسان..كما أن القصة من الابداعات الساحرة والفاتنة، لذلك فان العلاقة لن تكون الا أكثر جمالية وفتنة..
المشاركون في الملتقى من الاسماء ذات التجارب البارزة في الثقافة التونسية، منهم ابراهيم الدرغوثي وعباس سليمان وسالم اللبان وهيام الفرشيشي ولطفي الشايب وابتسام خليل وأنيس المحرصي وحمزة سلطاني..
الأدباء ابراهيم الدرغوثي وسالم اللبان وعباس سليمان ولطفي الشايب وهيام الفرشيشي وابتسام خليل قدموا نصوصهم في قراءات جيدة مفعمة بالحيوية وبما يعتمل فيها من حراك في اللغة والزمن والشخصيات، فبدت متنوعة.. مختلفة.. مبتكرة تفاعل معها الرسامان أنيس المحرصي وحمزة سلطاني بكثير من هواجس وحرقة وصدق الفنان.
الشاعر والتلشر سالم اللبان صاحب دار النشر (الجسر الصغير)، نشط وأدار الورشات حيث عبر عن قدرات ابداعية وفنية في الاشتغال على فنيات القص عند تناول الشخصيات، مشيرا الى ثنائية الافتراض والهدف والانطلاق والمقارنة طارحا السؤال التالي، (ماذا…لو) أي ماذا يحدث.. لو تفعل الشخصية فعلا ما… الى جانب التطرق الى (لو( الساحرة ..
و تواصل عمل المهرجان ضمن حصص متعددة أثار فيها الأديب سالم اللبان مسألة الأحداث والممكنات اللا متناهية في التعامل مع الشخصية في سياق حالاتها وتشكيلها وبنائها ..كما أشار الى أن الكتابة لها تحديات، منها الخروج من المأزق عبر تشغيل الخيال، منتهيا الى ان الكتابة هي التحدي والمواجهة.. وقد كان ذلك ضمن الاشتغال على نموذج قصصي وهو قصة ‘القط الأسود’ للكاتبة هيام الفرشيشي الواردة بمجموعتها القصصية المميزة ‘المشهد والظل’..
وعن عمل الورشات يقول الفنان انيس المحرسي ‘كان لي فضول لمعرفة كيف تكون الطريقة التحويليّة من النص الى الرّسم على طريقة الشريط المصوّر، وهي فرصة اخرى لمعرفة فنّانين محترفين في القصص والآداب. وفي هذا الملتقى تعرّفت على مدى محبّة المديرة ندى للفنّ التونسي وتطوّره على مدى الزمان …
وقد خرجت من هذه التجربة متفائلا لأنّني اكتشفت المتعة في قراءة كتب أدبيّة وعند استماعي للطريقة المبدعة في التفكير والابداع لسالم اللبّان..’
وكانت تجربة الورشة جيدة استعرض خلالها الكاتب سالم اللبان حيزا من العلاقة بين الكتابة ومنطلقاتها واهدافها ضمن تقنية الجذاذات والممكنات المتعددة للحالات والتسلسل والتقطيع والتداخل والتركيب.. هي تجربة مهمة حرصت مديرة الملتقى على اصدارها في كتاب توثيقي للدورة، تعهد به الناشر صاحب دار الجسر الصغير وهي تجربة مهمة تقطع مع دور النشر التقليدية، حيث يكون الناشر شريكا ابداعيا للمؤلف وللملتقى وضمن الحراك الثقافي بصورة عامة، وهذه التجارب موجودة في البلدان الغربية التي عادة ما تحترم الكاتب والكتاب والثقافة، وتحرص على الانتاجات الثقافية الحديثة في الكتابة كما في الترجمة..
في الملتقى تفاعل المشاركون مع الانتاج الروائي الجديد لدار الجسر الصغير للكاتب لطفي الشابي وعنوان (المائت) وهو عمل يدخل بجدارة أدبية مسابقات الكومار وجوائزها لهذا العام نتمنى له النجاح للأهمية وللتجريب والابتكار..
مديرة الملتقى عبرت عن ‘الحلم والطموح ليكون الملتقى دوليا من الدورة المقبلة ..اردنا الخروج بالكتابة القصصية من الروتين الى طور اخر عبر ابراز التقنيات الجديدة بما يتيح للنص امكانية المرور الى المشهدية من صورة بما يقترحه ذلك من جماليات ضمن المرور من الذهني الى المرئي…’
هذا وباختتام فعاليات الملتقى تم الاعداد لبرنامج شهر التراث، الذي يفتتح بفعاليات
‘ الحكواتي للأطفال’ والذي يشهد عددا من العروض المخصصة لفضاءات الطفولة ببلدتي قربة وتازركة، ومنها رياض الأطفال، ضمن برنامج ‘ربيع الكتاب’ الوطني وسيكون هناك لقاء مع الكاتب حاتم بوريال ضمن ورشة تقنيات سرد الخرافة بمشاركة منشطي الفضاءات المذكورة ..