اختتام فعاليات ملتقى الرواية الثاني في مدينة البصرة
البصرة «القدس العربي»: أعلن اتحاد أدباء البصرة؛ جنوب العراق، عن تشكيل مسابقة للقصة القصيرة باسم القاص المعروف محمد خضير، هذه المسابقة التي من المؤمل أن تقام كل عامين، وستشكل لها لجان ومستشارون من نقاد وأكاديميين، سيسعى الاتحاد للحصول على تمويل لها من قبل الحكومة المحلية أو المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي.
جاء ذلك في افتتاح ملتقى الرواية الثاني الذي احتفى بالروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي، وسميت هذه الدورة باسمه. كما طالب المنظمون للملتقى في البيان الختامي له بتحديد موعد ثابت له كل عام، والتحضير لفعاليات قبل ستة أشهر من انطلاقه. هذه المطالب جاءت على خلفية تأخيره لأكثر من ثمانية أشهر بعد تلكؤ وزارة الثقافة في تخصيص ميزانية الملتقى المتفق عليها، إلا أنها بعد أشهر طويلة لم تدفع سوى نصف ما تم إقراره في الاجتماع الأول، وهو ما دعا اتحاد الأدباء في البصرة إلى تقليص أعداد الحضور، على الرغم من مفاتحة أغلبهم.
حضر الملتقى الثاني للرواية أكثر من ستين روائياً وناقداً من مختلف المدن العراقية، إضافة إلى أدباء مدينة البصرة المضيفة. وقد قسمت جلساته على يومين بواقع جلستين في كل يوم. يوم الافتتاح كان على قاعة اتحاد رجال الأعمال وسط المدينة، وبعد قراءة الكلمات الترحيبية افتتح المعرض الشخصي السادس للشاعر والفوتوغرافي بعنوان «خان زمان» وقد ضم 35 صورة فوتوغرافية عنيت بعمارة وتراث مدينة البصرة. ومن ثمَّ عقدت الجلسة النقدية الأولى التي كان محورها «الرواية في البصرة» وشارك فيها كل من حسن سرحان، وبشير حاجم، ومقداد مسعود وعبد علي حسن، وبعد انتهاء الجلسة النقدية الأولى، ألقيت شهادتان روائيتان لخضير فليح الزيدي ونصيف فلك. أما الجلسة الثانية فقد أقيمت في قاعة فندق العيون، وكانت بمحورين: «فؤاد التكرلي والرواية العراقية» و»السردي النسوي.. رؤى وتجارب» شارك فيها: الدكتور سلمان كاصد، محمد رشيد السعيدي، عبد الغفار العطوي وأشواق النعيمي.
اليوم الثاني كان بجلستين نقديتين أيضاً، الأولى بعنوان «التمثلات الجديدة في الرواية العراقية»، وكانت الأوراق النقدية لفاضل عبود التميمي، عباس عبد جاسم، ظافر كاظم، خالد علي ياس، جاسم الخالدي. هذه الجلسة اختتمت بشهادة روائية للكاتب سعد محمد رحيم. في حين كانت الجلسة الختامية بعنوان «التقنيات السردية المجاورة في الرواية» وبحوثها قد قدمت من قبل ضياء الثامري، أحمد ثامر جهاد، محمد أبو خضير. في حين قدم عبد الكريم العبيدي وباسم القطراني شهادتين عن تجربتيهما الروائية. لكن ختام الملتقى لم يكن متوقعاً، فقد أقيمت حفلتان، الأولى لفرقة عازفي عود هواة، والثانية لفرقة خشابة كان رقص الأدباء رفيقهم طوال السهرة.
الدراسات التي قدمت خلال اليومين لم تكن ضمن المحاور التي أعلنتها اللجنة الثقافية، فقد أرسلت للباحثين أربعة محاور لتكون على الجلسات الأربع، غير أن العدد الأكبر من الباحثين العشرين أرسلوا أوراقهم على المحور الأول «التمثلات الجديدة في الرواية العراقية» وهو ما سبب إرباكاً في توزيع هذه الدراسات على الجلسات، لهذا اضطرت هذه اللجنة إلى إعادة تسمية المحاور من خلال هذه الأوراق.
من ناحية أخرى لم يلتزم الباحثون بشروط الدراسات البحثية التي يمكن أن تقدم لملتقى للرواية، فلم تعن هذه الأوراق بالبحث والتنقيب في آليات وتقنيات الرواية الجديدة في العراق، بل كانت أغلب الأوراق عبارة عن قراءات في روايات معينة من دون مهادات نظرية أو مراجعة كتب يمكن أن تغني هذه البحوث، وهو ما سبب الحديث بشكل علني عن النقدية العراقية وما تعانيه من ضعف وتلكؤ يتحمل أسبابهما النقاد الأكاديميون والمتمرسون الذين سعت اللجنة لدعوتهم باعتبارهم الأكفأ من بين النقاد العراقيين.
صفاء ذياب