اختراعات نسائية غيرت وجه الحضارة
نعيش أياماً تطغى فيها وسائل الراحة على كل مناحي الحياة، وقد تمر ساعات من يومنا دون أن يبذل الإنسان أي مجهود يذكر؛ فهو قادر على التحكم بالكثير من الأشياء وإنجاز بعضها وهو جالس أمام التلفاز دون أن يفكر في التحرك من مكانه.
اختراعات كثيرة وإنجازات أكثر ساهمت في تسهيل الحياة وتذليل مشاقها إلى حد كبير جداً، وكما ساهم الرجل في كثير من هذه الاختراعات والإنجازات؛ فقد زاحمته المرأة أيضاً وتركت بصمتها كما فعلت في مختلف المجالات التي خاضتها، هؤلاء النساء غيّرن وجه العالم عبر إسهامات واكتشافات بارزة غيرت وجه الحضارة، وأسهمت بالتطور الإنساني الحديث.
وإليكم أهم هذه الاختراعات النسائية التي أثرت على مجرى الحضارة، وغيرت وجه العالم.
. غريس هوبر والكمبيوتر
تعدّ غريس هوبر من أهم النساء اللاتي تركن أثراً على وجه الحضارة الحالي بالعالم؛ فأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، كانت غريس هوبر تعمل في جامعة هارفارد الأميركية على تطوير جهاز «آي بي إم»، وهو أول جهاز كمبيوتر تجاري في العالم، كما أن لها دوراً فاعلاً جداً في اختراع لغة البرمجة ووضع أسسها؛ حيث أصدرت «هوبر»، أكثر من 50 بحثاً في نظم المعلومات ولغات الكمبيوتر، وقد تقاعدت عام 1986، وكان عمرها 80 عاماً حين ذاك، وتوفيت عام 1992، وأطلق عليها الناس في ذلك الوقت لقب «أم الكومبيوتر»؛ نظراً لدورها الريادي في هذا المجال.
2. أليس باركر.. نظام التدفئة المركزية
قد يستغرب البعض من أن نظام التدفئة المركزية المستخدم اليوم في كل دول العالم، كان نتاج جهود سيدة، وهي الأمريكية أليس باركر؛ فهذه السيدة كان لها دور بارز في إنهاء معاناة الناس مع الفحم والحطب والحد من استخدامهما على صعيد التدفئة، وحصلت في العام 1919 على براءة اختراع لأول جهاز تدفئة مركزية، وكانت فكرة الجهاز بسيطة في البداية، حيث كان يعمل على تنظيم درجة حرارة الغرفة، ولكنه تطور بعد ذلك، وبقي الفضل في هذا الإنجاز للسيدة أليس باركر.
3. مارغرييت نايت والأكياس الورقية
رغم بساطة هذا الاختراع من وجهة نظر البعض، إلا أنك لا تستطيعين أن تتخيلي العالم بدون هذه الأكياس ليوم واحد، وبالتالي قد تدركين ساعتها أهمية هذا الاختراع الذي لا يقل عن غيره من الاختراعات، ومارغريت لم تخترع الورق نفسه، وما اخترعته كان عبارة عن جهاز يحول أسفل الأكياس الورقية للشكل المسطح كما هي عليه اليوم، الأمر الذي حقق قفزة كبرى في عالم المبيعات في وقت لم نكن قد وصلنا بعد حتى للأكياس البلاستيكية، مما يرفع من أهمية هذا الاختراع.
مارغرييت، لم يكن هذا اختراعها الوحيد؛ بل حصلت على براءة اختراع عندما كانت بسن الثانية عشرة، كما سجل أنها عند وفاتها كانت قد حصلت على 26 براءة اختراع مسجلة لها شخصياً.
4. بات.. مزيل الأخطاء المطبعية
47.5 مليون دولار أميركي، هو ثمن هذا الاختراع البسيط، أو الثمن الذي باعت فيه السيدة بات الأميركية اختراعها لإحدى الشركات الأميركية التجارية، وبات هي سيدة أعمال متخصصة بالإعلانات والطباعة، وقد قامت بالعمل على الوصول لتركيبة كيميائية لإزالة أخطاء الطباعة وتصحيحها، وقد عملت على هذه التركيبة مبدئياً في مطبخ منزلها إلى أن توصلت في العام 1958 للتركيبة السحرية المطلوبة، ثم قامت ببيعها في العام 1979.
5. هايدي لامار.. ثورة الاتصالات
كانت الممثلة الجميلة والرقيقة النمساوية الأميركية الجميلة، هايدي صاحبة صورة الغلاف على مجلة «التايم» في منتصف الخمسينيات، وتحتها عبارة أجمل امرأة في العالم، وبجانب كونها ممثلة بارعة ومتمكنة؛ فقد كانت أيضاً عالمة وباحثة مهمة جداً، وكان لها الفضل في تطوير أحد أهم أسلحة الاتصالات، والذي استخدمته الولايات المتحدة الأميركية في الحرب العالمية الثانية، واعتبرته سلاحاً سرياً، وبعد الحرب عكف الكثيرون على تطوير طفرة هايدي لتكون أساس ثورة الاتصالات التي يعيشها العالم اليوم، كما أن ثلاث دول مهمة، وهي: ألمانيا، والنمسا، وسويسرا، تحتفل بيوم ميلاد هايدي، وتسميه «يوم المخترع»؛ اعترافاً بفضلها في ثورة علمية من أهم الثورات التي مرت على البشرية.
6. ستيفاني كوليك.. وسترة الرصاص
استطاعت الباحثة الكيميائية، ستيفاني، أن تستحضر وتكتشف مادة تسمى كيفلار، ومن أهم خواص هذه المادة أنها أقوى من الفولاذ بحوالي خمس مرات، وقد استغلت ستيفاني خواص هذه المادة الفيزيائية، وقامت بالاستفادة منها في تطوير سترة واقية من الرصاص، وكان ذلك في العام 1966، الاختراع الذي أنقد ملايين الأرواح حول العالم.
لاحقاً، قامت شركات أخرى بمحاولات الاستفادة من المادة التي اخترعتها كوليك، وقاموا بإدخالها على صناعات كثيرة، مثل: الخوذ، وكابلات الجسور المعلقة، وغيرها من الصناعات التي تحتاج لقوة شديدة، وعملت كوليك أكثر من أربعين عاماً، حصلت خلالها على 28 براءة اختراع، واعتبرها كثير ممن عاصروها، واحدة من أهم العقول التي مرت على البشرية.
7. جوسفين كوشران.. غسالة الأطباق
كما يقولون «الحاجة أم الاختراع»؛ فقد اضطرت جوسفين أن تفكر في شيء يريحها من التكلفة التي تتحملها من خادمتها التي كانت تقوم بكسر الكثير من الأواني والأطباق خلال تنظيفها، وجزء من هذه الأطباق كان مرتفع الثمن، فيما كان جزء آخر محبباً ومفضلاً لدى جوسفين، كل ذلك دفعها للتفكير بغسل الأواني وحملها ونقلها من قبل خادمة مهملة كخادمتها، وقد توصلت في العام 1886 لغسالة أطباق تعمل على ضخ المياه الساخنة، وتوفر الكثير من الجهد على المرأة، لكنها لم تستطع تسويقها بشكل كبير في ذلك الوقت؛ نظراً لأن أغلب المنازل إن لم يكن كلها لم تكن تعمل بتقنية المياه الساخنة؛ فاقتصر بيعها على الفنادق والمطاعم وغيرها من المراكز الكبيرة.
8. ماريون دونفان.. وحفاضات الأطفال
كانت ماريون أول من عمل على تطوير الحفاضات بشكلها الحالي، عن طريق تطويرها لنوعيات خفيفة من الأقمشة تقاوم امتصاص الماء، وقد أعلنت لأول مرة عن اختراعها عام 1949 في متجر ساكس فيفيث أفينيو، وفي وقت لاحق حازت ماريون على براءة اختراع، وجنت ثروة من خلال ردود الأفعال الإيجابية حول هذا الاختراع، ولكن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد قامت بالاستفادة من هذه الأموال بتأسيسها لشركة تعمل في نفس السياق عام 1961، وهي شركة «بامبرز» لحفاضات الأطفال.
9. ماري أندسون.. ماسحات السيارات
في عام 1900، عندما كانت السماء تمطر أو تثلج، كان السائقون يضطرون للتوقف كل بضعة أمتار لمسح زجاج السيارات، وأحياناً كان الكثير منهم لا يستطيعون التحرك أصلاً، ولكن حلت «ماري أندرسون» عام 1903 هذه المشكلة عندما اخترعت المساحات، وقد شكك الناس باختراع «ماري» في البداية؛ ظناً منهم بأن المساحات ستكون بمثابة تشتيت لانتباه السائق، لكن مع مرور الوقت أثبت هذا الاختراع فعاليته؛ حيث لا توجد سيارة تخلو منه في وقتنا الحالي.