اختراع مذهل

فقره1
فقره1

1من اصل2

وكانت (إبرة البابور) من أهم القطع التي تحرص سيدة البيت على توافرها بعدد كبير، وتضعها في مكان آمن وبحرص شديد، سواء في درج المطبخ أو خزانة الأدوات.

ومن أشهر أنواع (البوابير) ماركة (بريموس) هي كلمة تعني (الأول) نسبة إلى بلدة في دولة السويد، اشتهرت بأنها أول وأشهر من صنع بابور الجاز في العالم، و (البابور) اختراع مذهل منذ ما يقرب المائة عام، وكان ثورة كبرى في حينه، لكونه استخدم بدلاً من (الكانون) المعروف نظرًا لارتباطه بالمدينة لا الريف، وقد كان معقدًا وسهلاً في آن واحد.

ولــ (البابور) استخدامات كثيرة في البيت، فالنساء لا يستطعن الاستغناء عنه، فهو معهن في أثناء يوم الغسيل الطويل والمرهق، يضعن عليه (البستله)، وهي عبارة عن وعاء نحاسي عميق لغلي الملابس البيضاء بالبوتاس، مضافًا إليه منظف الملابس الشهير ذو الرائحة المميزة (الرابسو) وتقطيع الصابون إلى شرائح رقيقة لتوزيعه على كل الملابس، ثم وضع زهرة الغسيل الزرقاء الزاهية، وتستمر تلك العملية لساعات، ويتم (تعمير) البابور بالجاز كلما خفتت نيرانه.

بعدها تقوم السيدات بتسخين الماء لاستحمام أهل البيت، وكان البعض يأخذ البابور معه داخل الحمام، خاصة في فصل الشتاء، وذلك للتدفئة، وأيضًا لوضع وزيادة كميات الماء في أثناء الاستحمام حتى لا تبرد.

بعد هذه العملية المهمة يعود البابور إلى المطبخ للطهي، وكان أشهر ما يوضع عليه حلة (المحشي)، بعدها (طاسة الزيت) وهي تغلى، وقد وضعت فيها أصابع البطاطس للقلي أو الباذنجان أو السمك أو الزلابية.

أما إذا اجتمعت الأسرة فوق سطح البيت، فكان (البابور) يتوسط الجلسة، فيقومون بإعداد شاي وقت المغرب عليه، وهو وقت مخصص للسمر والحكي، بعدها توضع (طاسة) لقلي لب البطيخ أو شواء البطاطا،

m2pack.biz