ادوات الفلاحة اليدوية
عرفَ الإنسانُ الأوّل الزراعة البدائيّة، وبأدوات وتقنيات بسيطة، حيث كان في البداية يقتصر طعامه النّباتيّ على جمع النباتات والثّمار من البريّة، إلى أن أصبح رويدًا رويدًا يستأنس بالنّباتات والمزروعات، وعلى مرِّ التّاريخ والحضارات تطوَّرَت الزراعة من اليدوية إلى استخدام الآلات الكهربائيّة، وأُضيفَت تقنيات الرّي بأنوعها، إلى جانبِ استخدام الأسمدة الصّناعيّة حيث كان الاعتماد قديمًا على روث الحيوانات في التّسميد، إلى جانب المبيدات الحشريّة التي تعمل على ديمومة الثِّمار وعدم تلفِها أو إتلافِها بواسطة الأمراض والحشرات.
وقد ابتكر المزارعون الذين يفلحون الأرض أدوات بسبب حاجتهم لها في سرعة إنجاز العمل وتسهيله، فالحاجة أمّ الاختراع، وتطوَّرَت إلى أن أصبحت تُباع في الأسواق ويستطيع أي شخص الحصول عليها بكلّ سهولة وبالمتانة والجودة المرغوبة، وتختلف أدوات الزّراعة اليدويّة عن مثيلاتها من الآلات الكهربائيّة، حيث تستعمل الأخيرة في المزارع التّجارية الكبيرة، بينَما تستخدَمُ الأدوات الزراعيَّةُ اليدويّةُ البسيطة لزراعة حديقة المنزل، وسنذكُر فيما يلي أهمَّ هذه الأدوات التي تمكِّن الفرد من العناية بحديقته المنزليّة إلى جانب بعض الأدوات اليدوية التي كانت مستخدمةً قديمًا في الفلاحة اليدويّة:
مشط الأرض: يُستخدم في تنظيف الأرض من الحجارة والشّوائب، وهو عبارة عن قطعة حديديَّة مستطيلة لها أسنان مثبتة على عود خشبي طويل لتسهيل استخدامِها.
الشاعوب: وهو عبارة عن قطعة حديدية لها أربع أصابع أو رؤوس موصولة بعصًا خشبية، وكانت وظيفَتُها جمعَ المحاصيل بعد الحصاد في مجموعات كالقمح والشعير، وتلقيمها لآلة الدّراس.
القزمة: وهي عبارة عن فأس بحجم كبير يكون أحد أطرافها حادًا رفيعًا تشكل وتعمل عمل الفأس، والطَّرف الثّاني عريض يشبه الإزميل يستخدم في حراثَةِ الأرض وقلب التّربة وحفرِها لزراعة شتل النّباتات.
الفأس: له رأسان متوازيان، الأوّل يكون مرققًا بشكل عرضي، والآخر مرققًا بشكل طوليّ، واستُخدِمت الفأس قديمًا في التّحطيب وشق الجذوع لاستخدامها في الوقود، ولتقليم الأشجار لقطع الفروع المراد التّخلص منها للمحافظة على شكل وصحة الأشجار، إلى جانب استخدامها في قلب التربة لتهيئتها للزّراعة.
المنجل: يستخدم لقطع النباتات، وهو عبارة عن آلة صغيرة مصنّعة من الفولاذ أو الحديد المطروق، حافّته الداخلية حادة، وتنتهي بمقبض خشبي صغير.
الحاشوشة: أو كما يسميها البعض الكالوشة، وهي تشبه المنجل في شكلها لكنَّها أصغر حجمًا، وهي عبارة عن أداة فولاذية مقوّسة ومسسنّة من الداخل بأسنان دقيقة متقاربة حادة، ينتهي نصلُها بمقبض خشبي، وتستخدم في قطع الحشائش وحصاد المحاصيل الزراعية الطويلة.
المذراة: هي عبارة عن عصىً لها أصابع خشبيّة، تستخدم في ذور المحاصيل في الهواء للتّخلص من القشور الملتصقة بالبذور مع مساعدة الهواء.
الطورية: تستخدم للنَّكش حول الأشجار وتهيئة مساحات الأرض الصغيرة التي لا يستطيع المحراث الوصول إليها، وهي عبارة عن صفحة فولاذية موصولة بعصىً خشبية.
البلطة أو الشرخة: تستخدم للتّحطيب وفي تقليم الأشجار وقطع الفروع، وهي عبارة عن أداة فولاذية حادة الرأس.
المنكوشة: تحتوي على رأسان متقابلان، الأول حاد ومربع أو مثلث الشكل، ويقابله رأسان مدببان على شكل حرف U بالانجليزية، مثبتة على عصى خشبية.
لوح الدراس: أو كما يُعرَف بالمِدراس وهو عبارة عن لوح خشبيّ عريض، مثبّت على أحد أسطحه قطع قاسية، تجره الدواب فوق المحصول المراد درسه، فيعمل على خروج البذور من القشور.
حجر الدراس: هو عبارة عن حجرين ثقيلين دائريا الشكل متقابلين يربط بينها محور حديدي يسمح لهما بالدوران، ويتعامد هذه المحور مع محور آخر يكون في وسط الحوض المخصّص لهرس ثمار الزّيتون لاستخراج الزيت منها، وكانت تدار بواسطة الدواب.
القُفّة: هي عبارة عن وعاء مجوف مصنوع من الكاوتشوك، وعلى جوانبها مقبضين تسهلان عملية حملها، وتستخدم في نقل التراب من مكان لآخر، والكثير من الأشياء.
المشتيل: هو عبارة عن قفتين من الكاوتشوك متصلات بشريط عريض متين يصل بينهما يسمح بوضعه على ظهر الدواب لنقل السماد الطبيعي والتراب.
الغربال: هو عبارة عن أداة دائريّة الشكل تشبه المنخل، إلا أنّها أكبر حجمًا، وتتكوّن من خيوط لحمية مشدودة إلى حوافه، ويستخدم في تنقية الحبوب الصغيرة كالعدس والكرسنة من قشورها والشوائب، حيث تنزلق الحبوب من ثقوب الغربال وتبقى الشوائب بداخله، مما يسهل عملية التّخلص منها.
الكربال: يتشابه في الشكل والوظيفة مع الغربال، إلا أن خرومه أكبر لتنقية الحبوب كبيرة الحجم كالحمص والفول، من الشوائب.