اركض باتجاه الشباب16من اصل17
ولا شك في أن كلا منا قد مر بتجربة أن لعابه قد سال نتيجة تصوره وجبة شهية. ويمكن أن نذكر أمثلة إضافية على أن العقل الباطن يفضل لغة الصور. جرب أن تتذكر طعام الإفطار الذي تناولته اليوم. فما الذي يحدث؟ إنك تقول مثلا الجملة التالية: «أكلت بيضة ثم خبزة طازجة مع المرملاد. وشربت مع الطعام فنجان قهوة؟» لا أظن ذلك. إنك على الأرجح ترى في خيالك البيضة وصحن الخبز وفنجان القهوة. لنأخذ مثالا آخر: حاول بالكلمات أن تصف بيضة إفطارك. إن الأمر ليس سهلا كما يبدو، أليس كذلك؟ ولكن لا أسهل على عقلك الباطن من تصور بيضة الإفطار.
وقد سخرت الدعاية هذه المعرفة لصالحها. فبصورها المليئة بالغواية في أشرطتها أو في الإعلانات الدعائية تؤثر في عقلنا الباطن بشكل بالغ..
لنستفد إذا من طاقة التفكير بالصور، كي نجدد برمجة عقلنا الباطن. ضع صورتك وأنت شاب على طاولة مكتبك أو على التربيزة بجانب سريرك. تمعن فيها جيدة كلما مررت بها أو نظرت إليها، وأوحي خلال ذلك إلى عقلك الباطن: «أريد أن أكون كالسابق، نحيفة ومليئة بالنشاط. وخلال ثلاثة شهور كحد أقصى أريد أن أعود فأبدو ثانية مثلما كنت في هذه الصورة».
هل يبدو لك هذا غير متحمل؟ إذا فكر فقط، كيف أمكن التأثير في جيل بأكمله بوساطة السينما والتلفزيون والمجلات المصورة، إذ صارت النساء أكثر شبابا وجمالا، كما صارت صدورهن أكبر أو أصغر، لرغبتهن في أن يبدو شكلهن مثل الموديل النموذجي الذي تقدمه وسائل الإعلام. أتدرك مدى الإمكانيات التي تملكها للتحكم في مظهرك؟!