اركض باتجاه الشباب8من اصل17

بل يجب أن يبقى الأفق أمام أعيننا مفتوحة على ما هو مهم فعلا في حياتنا. وأغلى ما نملك هو جسمنا. ولهذا السبب يتوجب علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا كي تشتغل هذه الآلة السحرية بالشكل الأمثل. إننا نعتني أيضا بسيارتنا، فننتبه إلى ضغط العجلات وإلى نسبة الزيت، ونحضرها إلى الكشف بصورة منتظمة. فكيف يهمل كثير من الناس أجسادهم بهذه الطريقة المرعبة؟ إن يان/ جد العدائين/ المرهق إلى أقصى حد، كان على حق عندما عبر عن نتيجة خبرته قائلا: «إن العقل السليم في الجسم السليم، والعكس صحيح».

من المحتمل أن الكثيرين يدركون ضرورة أن يفعلوا شيئا من أجل أجسامهم. وأود أن أسر لهم هنا، كيف يمكنهم التغلب على عدوهم الأكبر، الكسل. وإليكم الحيلة البسيطة التي ساعدتني شخصية في التغلب على عدوي الداخلي: يومية قبل الإفطار ألبس بدلة الرياضة. أنزل بعدها إلى قبو منزلي للتمرين مدة 15 دقيقة على جهازي المنزلي. وأعترف أن الأمر بداية يحتاج إلى شيء من النظام. ولكن بعد فترة قصيرة، بعد نحو 14 يوما كنت قد تمكنت من تغيير اتجاه عقلي الباطن: كنت دائما كلما ألبس بدلة الرياضة أتوجه فورا إلى القبو لأركب على الجهاز. فحول عقلي الباطن هذا الطقس الصباحي إلى أمر أوتوماتيكي، مثلما فعل حيال طريقة التنفس: لبس بدلة الرياضة، إلى القبو، على الجهاز.

وبعد مدة وجيزة حل لدي شعور بالسعادة محل الشعور البدئي بضرورة تجاوز كسلي، وذلك عندما أدركت ما حققته بتمرينات القبو المنتظمة (وطبعا بجولات الدراجة الهوائية)، فلم يهبط وزني فحسب، بل خففت عبئة محسوسة واضحة عن قلبي. قبل تمريناتي المنتظمة كان تعداد نبضي في حال السكون 72 ضربة في الدقيقة، وبعد مرور شهر على التمرينات سجلت فقط 55 ضربة، أي أقل ب17 ضربة في الدقيقة، وهذا يعني أن قلبي قد وفر على نفسه يوميا نحو 25

. 000 ضربة، أي ما يعادل تسعة ملايين ضربة في السنة. لا أريد أن أضع رقم افتراضية،