استلاب الذات في الأنا 3من اصل3
فانشطار الأنا إذًا متاخم لولادة اللغة عند الطفل ولولادة الذات من اللغة، وهو بمثابة البادية التي تحدد الذاتية (Subjectif)، وذلك ضمن نظم تتكون عبر الدوالي لأن الدال رقم واحد يسقط في حكم الكبت، إذا ما تبعه اللاوعي (اللاشعور) (دال 2). وهو بمثابة المكبوت المؤسس لما يرتبط به من دوال أخرى- أي انطلاقًا من الدال رقم اثنين المجاز الأبوي المرجع الأساسي لنقصان الأم المتمثل في رغبتها في الفالوس (الدال رقم واحد). وهكذا يصبح الخط الفاصل بين دال اثنين ودال واحد (د2- د1) د1 خط تماس في نفس الوقت الذي يعبر عن استحالة خرقه، أو بالأحلى جمعها.
د 2
وهكذا يجد الطفل أن الصورة الأولية للتماهي الفالوسي التي نصبتها النرجسية في علاقته البدائية مع الأم مرتهنة بالمجاز الأبوي، كنقصان أساسي يدخل في تكوين اللاوعي (اللاشعور). وكل تسمية للأشياء تعبر عن رغبته تنبع من نقصان لهذا الوجود الذي أصبح في حكم المنفصل عنه، يؤسسه ويكونه. فهو مرهون به في كل تطلعاته على غير علم منه.
أي من خلال هذا الانشطار في الذات الناجم عن دخول اللغة، تتكون النواة الأولى للمكبوت الأساسي ومنه اللاوعي.
ويجب أن لا يغيب عن ذهننا بأن هذا الدال الأول، الفالوس (القضيب) مرتبط أصلًا برغبة الأم، كما ذكرنا سابقًا، وأن رغبة الطفل هي رغبة الآخر، أي أن الفالوس (القضيب) كدال أولى هو أساس العلاقة بين الطفل والأم. وما دخول الأب على الخط إلا عملية قيصرية لإحباط هذه المعادلة: طفل= قضيب، لكي يجعل من النقصان عند الأم إلزامًا عند الطفل ويسقط من حسابه استمرارية هذا التكامل، فيصبح القضيب بمثابة نقصان مطعمًا بدمغة الخصاء في تكوين اللاوعي (اللاشعور).