استلاب الذات في الأنا(5من اصل5)

استلاب الذات في الأنا(5من اصل5)

 

استلاب الذات في الأنا(1)
استلاب الذات في الأنا(1)

سنحاول الآن توضيح صورة البنية الذاتية حسب ما ورد في الــ (Schéma L) عند لاكان، وهي كناية عن تصور يظهر به وهمية الأنا، لأنها منذ البداية تركيبة مخيالية ناجمة عن مجموعة التماهيات الثانوية والتي تضللنا عن رغبتنا الحقيقية إذا ما تجاهلنا ارتهانها الأساسي باللاواعي (اللاشعوري).

مرحلة المرآة التي أتينا على ذكرها سالفًا تشكل النواة الأساسية التي تتكون منها الأنا- من اكتشافها يدرك الطفل بأنه موضوع منفصل عن أمه. في البداية كان يعيش في حالة اندماجية في جزء من جسد اللأم- (الثدي)، إذ به يدرك كلية الأم، فيتعمم حبه من الجزء إلى الكل، وتصبح هذه العلاقة بينه وبين الأم ثنائية يتحكم بها المخيال في كل محتوياته الثنائية، من سادية إلى مازوشية، من عدوانية إلى حب اندماجي، ومن الطلب المطلق إلى اللاشيء. وهكذا… يصبح الطفل شديد التأثر بالتغيرات التي تحصل عند الأم والتي تنعكس عليه مباشرة، نظرًا إلى أنه حبيس هذه العلاقة المنظورة والتي تتمثل بثنائية اندماجية. مفهوم الأنا كاستقلالية ذاتية اشير إلى الجسد وما يملكه عبر وجوده في هذه المرحلة. ولا يمكن للطفل إدراكها إلا عن طريق الترميز، الخروج من استلاب المتخيل لدخول عالم الرمز: أي اللغة بكل تسمياتها؛ وكما يقول لاكان: “مأساة الذات في الفعل (Verbe)، تكمن في أنه يبهن عن نقصان لوجود”(). فإدراكه لذاته لا بد أن يمر من خلال هذا النقصان، كشرط أساسي يمكنه من نقل النقصان غير المرئي إلى وجود مرئي يسعى إلى تحقيقه ولكن دون أن يعلم شيئًا عما كان يحركه من الداخل.

 

m2pack.biz