استلاب الذات في الأنا(8من اصل8)

استلاب الذات في الأنا(8من اصل8)

 

استلاب الذات في الأنا(3)
استلاب الذات في الأنا(3)

فطلباته الملحة نحو الأم ليست إلا دليلًا على ذلك، لأنها كلما لبت طلبًا كلما زاد إلحاحه في طلب آخر. فهي في حيرة من أمره، وهو في حيرة مما يطلب فعلًا. لأن طلبه النهائي هو طلب حب، تعريفًا لنقصان عن وجود. فالأنا عندما تكون مأخوذة في مواضيعها المتخيلة تكون في حالة جهل عما تريده الذات اللاواعية (اللاشعورية)، هذا ما يفرضه التداول اللغوي، لأن التعبير الزائد عما يحدده الطلب، يشير إلى المكان الذي ينطلق منه، وهو طلب اعتراف بوجود، كما هو تعريف عن هذا الوجود.

نتيجة دخول الطفل عالم اللغة، يجعل الذات في حالة ارتهان بالأنا، كونها الوسيط بينه وبين الآخر. فهو لا يستطيع أن يعبر عن شيء ما إلا عن طريق اللغة، وما ليس له تصور لغوي يبقى في حالة اللاوجود.

وأراد لاكان أن يترجم هذه العلاقة في البنية الذاتية في صورة (“L” Schéma “L”) محاولًا إظهار أن العلاقة ما بين الذات والأنا، ليست علاقة مباشرة، إنما عبر التسلسل اللغوي المتمثل في مواضيع الأنا():

(الشبيه) أ—ذ المحور الخيالي ــــــــــــــــــ اللاشعور ــــــــــــــــــــ الآخر الكبير ــــــــــــــــــ أ (الأنا- سنحاول شرح هذه الرسمة تطبيقًا لما ورد: الآخر ———- ذ (الذات اللاواعية)

ذ: تمثل الذات في غيابها وبالشيء الذي لا تستطيع التعبير عنه إلا عبر خيوط الكلام المتشابكة، حيث تنطق بمعرفة كانت تجهلها.

انطلاقًا من هذا الوجود الغامض، لا تجد الذات سبيلًا للتعريف عنها إلا عن طريق الأنا (أ). وهو كما تبين لنا سابقًا، أن النواة لهذا التكون حصلت في مرحلة المرآة. حيث انتقلت الذات من الفوضى الممزقة، إلى التماهي المرئي في صورة المرآة،

m2pack.biz