قاد لينين الثورة حتى أصبح على رأس الدولة. وبدأ يطبق المبادئ والتعاليم الماركسية بما يتناسب وواقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفي خطاب له في اللجنة المركزية للحزب، أعلن لينين مشروعه الذي يسعى إلى تحقيق الإصلاحات التي ستغير الحياة العامة للمجتمع الروسي آنذاك، وسيكون ذلك من خلال تحقيق مفهوم الاشتراكية.
في 14 نوفمبر 1917م، قررت حكومة الثورة تأميم جميع أراضي الكنيسة وجميع إقطاعيات وملكيات الأرستقراطيين والبراجوازيين، كما قررت إعطاء العمِّال حق الرقابة على المعامل والمصانع، وكان ذلك بداية لتأميم المشاريع الكبرى. منذ ذلك الحين، وبعد فلاديمير لينين، تعافب على قيادة الحكم في الاتحاد السوفييتي كل من جوزيف ستالين، ثم نيكيتا خورتشوف، ومن بعده ليونيد بريجنيف، ثم يوري أندروبوف، ثم قسطنطين تشيرنينكو، وأخيرا ميخائيل غورباتشوف. وهذا الأخير هو واضع سياسة إعادة بناء الاقتصاد الوطني (البريسترويكا)، وهي خطة تنمية عامة للدولة تبدأ بانتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين، الشرقي والغربي. ومن دون قصد، أتت هذه الخطة على تفكيك الاتحاد السوفييتي، ومن ثم استقلال معظم دُوّله لتصبح جمهوريات مستقلة فيما بعد. ونحن نتابع معاناة الشعب السوفييتي، الذي عاش سجيناً جائعاً في أرضه الغنية، وعندما طالب بالحرية كبّل نفسه بقيد الاشتراكية، نبّذّ العبودية وناضل ضد استغلاله من البرجوازية والرأسمالية، فصنع قيادة دكتاتورية شيوعية حرمته من التمتع بثرواته… واكتشف بعد قرن من الزمان أنّه وباْسم العدالة الاجتماعية كان يعيش وَهْم شعارات الحرية.