اشجار القرم رئة بحرية تطرد الكربون

ضمن حملة برنامج هيئة الأمم المتحدة “البيئة والتنمية” لزرع مليار شجرة حول العالم، تقوم مشاتل ومراكز إكثار النباتات في مختلف أنحاء الدولة بتوزيع الأشجار والأشتال على المواطنين والمقيمين تشجيعاً للتشجير، وذلك لأن الأشجار هي من أفضل الوسائل لتنقية كوكب الأرض من التلوث بسبب امتصاصها لثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، ودعما لهذه الحملة العالمية فإن خبراء برنامج الأمم المتحدة للبيئة عرضوا تجميع الجهود في كل مناطق الريف والحضر تحت شعار “حملة البيئة للتنمية” التي تلزم كل الأفراد من أطفال ومدارس وجماعات ومنظمات، حكومية وغير حكومية، ومنظمات القطاعات الخاصة والسلطات المحلية والوطنية، مطلوب منهم التعهد بزراعة الأشجار، والتعهد يبدأ من شجرة إلى عشرة آلاف شجرة.
وتحرص هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة على إدارة منطقة القرم بالشارقة، باعتبارها منطقة لأشجار المنجروف التي توفر موائل طبيعية للبيئة البحرية وللطيور المهاجرة أو المقيمة، وذلك للأهمية التي توضحها هناء السويدي مدير عام الهيئة، فتقول: أكدت الدراسات والأبحاث العالمية، أن كمية الأكسجين التي ينتجها فدان من الأشجار تعادل الكمية التي يستهلكها 18 شخصاً، والشجرة الواحدة تنتج من الأكسجين ما يقارب 120 كيلوجراماً في العام الواحد، وبذلك فإنكل فدان من الأشجار يقوم بالتخلص من 2.6 طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء في كل يوم، ويمتص فدان واحد من الأشجار كمية من الكربون تعادل ما ينتج عن السيارة التي قطعت 13000 كيلومتر في عام واحد.
تعمل الهيئة بالتعاون مع بلدية كلباء ومع المراكز التي تجري عمليات إكثار لأشجار القرم، وتعتبر أشجار المنجروف الأفضل بيئياً لتنقية الأجواء من التلوث، ورغم أنها شجرة تنبت عند السواحل البحرية، إلا أنها شجرة قادرة على فلترة الماء المالح وتحويله إلى ماء عذب تستطيع العيش منه.
إن أشجار المنجروف أو القرم قد تعرضت في العديد من دول العالم إلى عوامل حدت من انتشارها، وتعرض البعض منها للجفاف نتيجة التنمية العمرانية والردم وأيضا بسبب التلوث في البيئة الساحلية، ولذلك على إدارات البيئة التعامل معها كإحدى النباتات النادرة والمهددة بخطر التدهور والانقراض، ولكن في دولة الإمارات هناك جهود حثيثة لحمايتها وإعادة تأهيل البيئات المتدهورة التي توجد فيها