اعصار ايرما
رغم أنّ الكثيرين لا يزالون يؤمنون بأنّ الطبيعة قد تكون مُسيرةً تحت سلطتهم التامة، لا سيما عندما تستفيق إلى هذا العالم لتجد نفسك تعيش على كوكب لا مثيل له ضمن ظروف لا مثيل لها، إلّا أنّه في كثير من الأحيان تنقلب الآية وتقول الطبيعة كلمتها بأنّ ما اعتقدته عن تفرّدك وأمانك الوهمي الذي صنعته هو أمر غير صحيح.
فالبراكين تثور، العواصف تهب، والمياه تتحالف مع الرياح ويقتحمون سويةً مساحات شاسعة من اليابسة في محاولتهم لفرض الذعر على ذلك الكائن الذي لطالما أعتقد أنّه قد أحاط بكل شيء، لا سيما عندما يكون متواجدًا ضمن أقوى دولة في العالم.
القصة بدأت عندما ضرب إعصار اتفق الجميع على تسميته بإيرما جزر الكاريبي الشمالية، وذلك بعد أن بدأ بموجات ورياح عاصفة انطلقت من المحيط الأطلسي، ومن المحتمل أن يصل في مطلع الأسبوع القادم إلى ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية.
من المثير في هذا الإعصار أنّه قام أيضًا بضرب جزيرة بورتوريكو التي اشتهرت مؤخرًا بسبب أغنية ديسباسيتو التي صُورت وغُنت بها، فكونها موطن الأغنية التي وصلت لقرابة الأربع مليارات مستمع لم يشفع لها في صد غضب الطبيعة عنها. إذ دعا حاكمها سكانها إلى الدخول لملاجئ الإيواء من أجل تخفيف خطر الإعصار بأقصى قدر ممكن.
أمّا رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب فقد أعلن حالة الإنذار، والبدء بإخلاء المناطق المتواجدة في جنوب فلوريدا التي هُددت بأن تُضرب في مطلع الأسبوع القادم.
من ناحية أخرى، إعصار إيرما يحمل كل الصفات المثالية التي يحلم بها كل إعصار طموح يرغب في إحداث قدر كبير من التدمير، إذ يسير بسرعة تقدر بـ 300 كم في الساعة، أمّا في مركزه – عين الإعصار – فالأمر مختلف، إذ بلغت سرعته حوالي 360 كم في الساعة، وبذلك تم تصنيفه ضمن الفئة الخامسة التي تعتبر الأعلى في سلم قوّة الأعاصير.
وبالنسبة للخسائر فالأضرار قد بلغت حدًا عاليًا، فجزر الكاريبي طالتها خسائر كبيرة، لدرجة أنّ الجزء الفرنسي من جزيرة سانت مارتن قد تأذى بنسبة تقارب الـ 95% من حجم الجزيرة، أمّا عند وصوله لتكساس ولويزيانا في الولايات المتحدة فقد تسبب إعصار إيرما بوفاة 42 شخص وأضرار مادية بلغت 100 مليار دولار.
الأمر الذي دفع هذا الإعصار ليسبق إعصار هارفي الشهير، وليتربع على قائمة أشد وأعنف إعصار يواجه أمريكا.