افتتاح أكبر مسجد فى اوروبا[/caption] وتردام لم تمنع الثلوج المتراكمة التي غطت سطح مدينة روتردام من حضور وفود من بلدية المدينة والجالية الإسلامية حفل افتتاح أكبر مسجد في أوربا الغربية وفق القائمين عليه. وبني المسجد –الذي تبرعت مؤسسة آل مكتوم الإماراتية بجل تكاليف بنائه- على أنقاض المسجد القديم الذي كانت تمتلكه الجالية المغربية في المدينة. وكادت الخلافات تعصف بالمشروع منتصف الطريق حين نشب خلاف بين أفراد من مؤسستي المسجد القديم والجديد حول الملكية، ثم بين إدارة المسجد مع الأحزاب اليمينية في المدينة على خلفية المنارة والقبة العاليتين. وعلى هامش الاحتفالات المصاحبة للافتتاح أمس الجمعة، قال رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب إن البياض الذي غطى المدينة تزامنا مع انطلاق مسجد السلام هو “علامة بارزة على الدور الذي من المفترض أن يقوم به المسجد من أجل نشر السلام والتعايش بين المواطنين”. ودعا أبو طالب ذو الأصول المغربية إدارة المسجد إلى تخطي دوره كمكان للصلاة إلى جعله جسر تواصل مع قاطنى المدينة. وكان رئيس كتلة الحزب اليميني رونالد سورانسن قد حذر في وقت سابق من أن “هذا المسجد ذو طابع يوحي بالسطوة” مضيفا “إذا كان الناس يريدون أداء صلواتهم يمكنهم القيام بذلك داخل بيوتهم، أو في أماكن صغيرة متواضعة”. ومع سلسلة التخويف من سيطرة الإسلام على المدينة، وجه أنصار اليمين وبعض جيران المسجد رسائل إلى البلدية تطالب بإيقاف بنائه وسحب رخصته، مشيرين بشكل خاص إلى اعتراضهم على ضخامته وعلو منارته. صورة من حفل الافتتاح (الجزيرة نت) تأخير ووضع حجر الأساس لبناء المسجد عام 2003 وكان مخططا له أن يكتمل عام 2005 لكنه تأخر وفق مراقبين بسبب دواعي توسعة البناية، وتغيير شركات البناء في كل مرة، إضافة إلى الخلافات داخل إدارة المسجد وتوقف المتبرع عدة مرات عن الدفع. وتحدثت مصادر مقربة من إدارة المسجد عن أن تكاليف المجمع الكلية وصلت إلى أكثر من عشرة ملايين يورو (13.18 مليون دولار). جمال وإبداع وباكتمال مسجد السلام جنوبي روتردام، ثاني أكبر مدن هولندا، يصبح واحدا من أهم معالم المدينة الجمالية، وبحسب مصمميه فإن هندسته تجمع بين تقليد هندسة مساجد المماليك في مصر سابقا وحداثة مسجد جميرة في دبي. وتمتد مساحة المسجد على 2600 متر مربع، ويحتوي على طابق أرضي وثلاثة طوابق عليا، ويستوعب حوالي ثلاثة آلاف مصل، علما بأن منارته ترتفع إلى خمسين مترا، وقبته إلى 25 مترا. مركز حضاري وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال نوح القدي، ممثل مؤسسة آل مكتوم الخيرية في أوروبا وأحد القائمين على المشروع، إن اكتمال البناء طوى مشاكل الماضي بإيجابياتها وسلبياتها، ودعا الجميع إلى مد يد المساعدة والتعاون من أجل خدمة رسالة المسجد. وأضاف القدي قائلا “لقد انتهينا من البناء الحجري لنتوجه الى البناء البشري” مؤكدا أن المشروع “يتجاوز المسجد التقليدي الى مركز حضاري يستطيع أن يشع إيجابيا برسالته على محيطه”.]]>