اقتصاد مدينة البندقية
شهدت مدينة البندقية العديد من التغيرات بما يتعلق باقتصادها على مر التاريخ، فعلى الرغم من قلة المعلومات حول اقتصادها في السنوات الأولى، فمن المحتمل أنّ أحد أهم مصادر رفاهية المدينة هو تجارة الرقيق، حيث كان يتم أسرهم في وسط أوروبا وبيعهم إلى شمال إفريقيا والمشرق، إذ كان موقع فينيسيا على رأس البحر الأدرياتيكي وجنوب محطة ممر برينر على جبال الألب مباشرة، له أهمية كبيرة بجعلها وسيط في هذه التجارة، أمّا في العصور الوسطى وعصر النهضة كانت البندقية مركزًا رئيسًا للتجارة؛ حيث كانت تسيطر على إمبراطورية بحرية واسعة، وأصبحت من أكثر المُدن الأوروبية ثراءً وقائدة في الشؤون السياسية والاقتصادية، ومن القرن الحادي عشر حتى القرن الخامس عشر تم توفير رحلات الحج إلى الأراضي المقدسة في مدينة البندقية[٥].
بحلول القرن السابع عشر تغير كل شيء؛ فعندما تم السيطرة على إمبراطورية البندقية التجارية من قبل بعض الدول مثل البرتغال، فقد تقلصت أهميتها كقوة بحرية، وفي القرن الثامن عشر أصبحت المُصدّر الرئيس للزراعة والصناعة، كما كانت تُعد ترسانة البندقية أكبر مجمع صناعي في القرن الثامن عشر والذي لا يزال الجيش الإيطالي يستخدمه حتى هذا اليوم على الرغم من أنّ بعض المساحات قد تم استخدامها في الإنتاج المسرحي والثقافي الرئيس، وكمساحات للفن، ومنذ الحرب العالمية الثانية انتقل العديد من سكان البندقية إلى مدينتي ميستري وبورتو مارغيرا المجاورتين لها؛ وذلك للبحث عن عمل بالإضافة إلى البحث عن مساكن بأسعار معقولة[٥].
أمّا في الوقت الحاضر فإنّ اقتصاد فينيسيا يعتمد بشكل رئيس على السياحة، الخدمات، التجارة، الصادرات الصناعية وبناء السفن بشكل رئيس في ميستري وبورتو مارغيرا، كما يُعد إنتاج زجاج مورانو في مورانو وإنتاج الدانتيل في بورانو مهمان أيضًا للاقتصاد، وبالإضافة إلى ذلك واجهت البندقية تحديات مالية كبيرة، ففي أواخر عام 2016 أصبحت تعاني من عجز كبير في ميزانيتها وديون تزيد عن 400 مليون يورو، ففي الواقع المكان مفلس وذلك وفقًا لتقرير صدر عن صحيفة الغارديان، ومن الجدير ذكره أنّ عدد كبير من أهل البلد الأصليين غادرو المركز التاريخي بسبب الزيادة السريعة في الإيجارات، الأمر الذي أثر بشكل كبير على شخصية المدينة، كما تواجه المدينة أيضًا تحديات أخرى بما في ذلك التآكل، التلوث والانحسار، ارتفاع عدد كبير من السياح في فترات الذروة والمشاكل الناجمة عن جولات ابحار السفن الكثيرة والتي تبحر بالقرب من ضفاف المدينة التاريخية. [٥].