اكتشاف الذات
قبل أن يقوم أيّ مديرٍ أو مدرب أو معلّمٍ أو أيّ شخصٍ على الإطلاق بالاستثمار في شخصٍ آخر فإنّه يفهم طبيعته ويعرف نقاط قوته وضعفه وشخصيته، وهذا هو الأمر الذي لا يعي أهميته العديدون عندما يأتي الوقت ليستثمر الشخص في نفسه، فكلّ خطوةٍ تخطوها وكلّ فعلٍ تقوم به هو في الواقع استثمارٌ تستثمره في نفسك وستحصد نتيجته في يومٍ من الأيام سواءً كانت هذه النتيجة سلبيةً أم إيجابية، ولكن كيف لك أن تستثمر في نفسك إن لم تعلم من أنت، فالعديدون يعيشون حياتهم بأكملها ولا يعرفون من هم في الحقيقة، ما هي طموحاتهم ونقاط قوتهم وضعفهم وما يحبون ويكرهون وشخصيتهم، فمعرفة الذات لا تأتي عن طريق التقدّم في العمر واكتساب الخبرة، وإنّما تأتي عن طريق التصالح مع الذات والوعي الكامل لكلّ حركةٍ تقوم بها، فكيف لك أن تعرف من أنت إن كنت تسير على الطريق الذي وضعه لك من حولك منذ ولادتك من دون أن تحاول الخروج عن مسار هذا الطريق مطلقاً.