“الآثار المصرية” تطلق مشروعا لتوثيق الآثار العثمانية في القاهرة التاريخية
بدأت وزارة الآثار المصرية مشروع حصر وتصنيف البلاطات الخزفية الإسلامية، التي ترجع إلى العهد العثماني، في مواقع مختارة من آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، في القاهرة التاريخية.
أوضح محمد عبد العزيز، مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، في بيان صحفي حصلت “سبوتنيك” على نسخة منه، اليوم الثلاثاء 29 مايو/ أيار، أن المشروع يهدف إلى تسجيل وتوثيق البلاطات الخزفية على العمائر العثمانية، التي تعد أحد أهم سمات الآثار العثمانية في مصر، التي تم فقد الكثير منها نظرا لعدم وجود توثيق علمي يثبت عددها، وزخارفها، وطرازها الفني، مما يجعل عملية استردادها شبه مستحيل، خاصة مع التشابه الكبير لزخارف البلاطات العثمانية في مصر وغيرها من الأقطار، التي خضعت للحكم العثماني، بالإضافة إلى كونها مصنوعة من مادة هشة سهلة الكسر.
“الآثار المصرية” تبدأ مشروعا بحثيا في القاهرة التاريخية
وأضاف عبد العزيز: “خير شاهد على ذلك هو فقد أكثر من 50 في المئة من البلاطات الخزفية لتكية الجلشاني، التي كانت تكسو الواجهة الشمالية الشرقية للقبة الضريحية الملحقة بالتكية”.
ولفت مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، إلى أنه وقع الاختيار على أربعة مبان أثرية لدراسة بلاطاتها الخزفية وهي تقع في نطاق منطقة آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، حيث تم كسوة مساحات من جدرانها بقطع خزفية، ومنها مسجد آق سنقر، بشارع باب الوزير، الذي شيد 1348ميلادية، وهو مسجد مملوكي أجرى به الأمير العثماني إبراهيم أغا بعض التعديلات، والقبة الملحقة بتكية الجلشاني بشارع أحمد ماهر، التي شيدت عام 1524، ومسجد “آلتي برمق، بشارع الغندور بسوق السلاح، الذي شيد 1711 ميلادية، وقبة الشيخ سعود بشارع سوق السلاح، التي شيدت عام 1534ميلادية.
ومن جانبها قالت هيام داود، مدير عام التوثيق والتسجيل بتفتيش منطقة آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، أن المشروع الذي أعدته الوزارة يرتكز بشكل أساسي على الدراسة الميدانية، التي تشمل الدراسة الوصفية، والتوثيق الفوتوغرافي، وإعداد رسوم للجدران والبلاطات الخزفية التي تكسوها، وإعداد تفريغ لزخارف البلاطات لتوضيح التصاميم الزخرفية المختلفة بكل طراز، بالإضافة إلى الدراسة النظرية والتي ستشمل الإطلاع على الدراسات السابقة ووثائق الأوقاف لأهميتها فى تصنيف أنواع البلاطات الخزفية، وفهم كيف تم استيراد هذه البلاطات لمصر، ولماذا فضلها المصريون وانتشرت على عمائرهم.
وتشمل الدراسة الرقمية تسجيل عدد البلاطات بكل أثر، وكذلك عدد كل نوع وطراز، واستخدام الدراسات المقارنة يساعد في معرفة ما إذا كان هناك نوع معين مفضل من قبل المصريين ومحاولة معرفة سبب هذا التفضيل.
وأكدت داود أنه باستكمال هذا المشروع ستتوفر قاعدة بيانات تتضمن البيانات، التي يتم جمعها في المشروع واتاحتها للطلاب، والباحثين والأشخاص المهتمين بالفن الإسلامي خاصة وتاريخ الفن عامة، وإنشاء نموذج رائد في دراسة البلاطات الخزفية يختلف عن الطرق التقليدية في دراستها.
ويعتبر هذا المشروع هو المرحلة الأولى من مراحل متعددة لتوثيق البلاطات الخزفية في الآثار الإسلامية في القاهرة والمحافظات.