من كان يتخيل أن الفنون يمكنها أن تدمج مع الشوارع والمباني في تجهيزات فنية ضخمة؟
الفنان الفرنسي جي آر، حقق ذلك في مدينة ريو دي جانيرو التي انتشرت على حوائطها وأسطح بعض مبانيها الشاهقة صور فوتوغرافية ضخمة، احتفاءً بأبطال الألعاب الأوليمبية التي انتهت الشهر الماضي ليعبر من خلال فنه عن روح الأولمبياد.
تصور أعمال جي آر، رياضيين تختفي هويتهم وراء بهاء وحيوية حركاتهم الخارقة في حدث أوليمبي، كتصوير لحظة قفز رياضي أو رياضية في حمام سباحة أو إنطلاقة عداء في حركة هارمونية متناغمة. وبدلًا من العمل مع رياضيين معروفين اختار الفنان الفرنسي أن يعمل مع رياضيين ولاعبي ألعاب قوى غير معروفين عالميًا إمعانًا في التركيز على اللغة الفيزيائية لأجسادهم أثناء ممارسة الرياضة بدلًا من التركيز على نجومية الرياضي أو اسمه، لالتقاط الحركة في بهائها الكامل.
ووضعت صور الفنان على سقالات عملاقة على مباني ريو وفي شوارعها ومما ميز تلك الصور أيضًا تعدد أبعادها، فبالنظر إليها من كل جانب يمكنك أن ترى بعدًا مختلفًا أظهر قوة الفوتوغرافيا ومهارة جي آر في إلتقاط الحركة في اللحظة المناسبة، لتحتفي صورة بالحركة والقوة العضلية في كمالها.
أكثر من رياضي ممن صورهم جي آر لم يتأهلوا للأوليمبياد أصلًا. فمن بين الصور، صورة لرياضي سوداني يدعى محمد يونس، 27 عامًا معلقة على سقالات ضخمة فوق أحد المباني السكنية بريو وتظهر محمد الذي لم يتأهل للأوليمبياد وهو في حالة قفز. ويقول جي آر “محمد لم يتأهل للأوليمبياد ولكنه موجود هنا بشكل ما” في إشارة إلى عمله الضخم. وصورة أخرى تظهر سباحة وهي تغطس في الماء. وأثرت أعمال جي آر بشدة في المشهد البصري للمدينة، فإذا كانت المسابقات والمباريات الأوليمبية قد أشعلت حماس جمهور مميز بطبعه، فإن الفرنسي جي آر، التقط وثبت جمال وسمو حركة وفيزياء الجسد الإنساني في صورتها الأوليمبية التي تستحق لقب “أسطوري” عن جدارة.