الأب الأول للحداثة
ولد غيورغ بوشنر في 1813 ، وعاش 23 سنة فقط رغم ذلك ترك لنا في مسرحياته الثلاث التي تقارب 200 صفحة فقط ، إضافة إلى حكاية “لينتس” إرثا لغويا هائلا ، حتى أن هيرمان كورتسكة يرى في بوشنر واحدا من أهم رواد الحداثة ، الذي اهتم بأسس الوجود الإنساني ، “مع التمرد الذي يتجلى في الرغبة في تغيير العالم ، وفي التقبل الإلزامي لنكباته في آن واحد “.
البروفسيور الفخري لعلوم اللغة الألمانية في ماينز نجح في كتابة سيرة ذاتية رائعة من خلال كتابه “غيورغ بوشنر – سيرة مبدع” (c. h. beck) ، ورغم تعمقها في تفاصيل الأمور ، تقبى هذه السيرة الذاتية كتابا أدبيا أكثر منها كتابا تخصصيا أو مدرسيا ، فقد استخدم كورتسكة أسلوبا جديدا خاصا في مقاربة السير الذاتية ، وحيث كان هناك نقص في الحقائق ، كان يتصور ويفسر ، بل ويطلق العنان لمخيلته ، كتاب يستحق القراءة.