الأدب في العصر الأموي
يعدُّ العصر الأموي واحدًا من العصور الذهبية في تاريخ الأدب العربي كلِّه، فقد ازدهر فيه الأدب واشتهر الأدباء والشعراء شهرة كبيرة، وأغدق الملوك والخلفاء من مالهم على الأدباء وقربوهم إلى مجالسهم، وقد اتحدت العوامل السياسية والاجتماعية والدينية وساعدت كلُّها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على ازدهار الأدب وارتفاع قيمته ومكانته في العصر الأموي، فكان لنقل مركز الخلافة الإسلامية من الحجاز إلى الشام تأثيرًا كبيرًا على الأدب والأدباء، فبيئة الشام تختلف اختلافًا كبيرًا عن بيئة الحجاز، فهي ألين وألطف حتَّى انعكست هذه الطبيعة على نتاج الشعراء والأدباء فخرج الشعراء ثائرين على وعورة اللفظ وغرابة العبارة البدوية وجَنَحوا إلى السهولة في اللفظ والقول، وكان من روَّاد هذه الحركة في هذا العصر الشاعر عمر بن أبي ربيعة، الذي أدخل الدرامية على الشعر العربي وأبدع فيها فكان الحوار لا يفارق أي نصٍّ من نصوصه الغزلية اللطيفة، كما اشتهرت في هذا العصر النقائض، وخاصة نقائض جرير والفرزدق والأخطل، وكان من أشهر شعراء هذا العصر: الأخطل، جرير بن عطية، الفرزدق، عمر بن أبي ربيعة، مجنون ليلى، أبو صخر الهذلي، جميل بثينة. [٢]