الأسلوبية
عَرفت المناهج النقدية والدراسات الأدبية الدراسات الأسلوبية التي درست الأسلوب والأسلوبية والسمات الأسلوبية عند الكتاب، ومستويات التحليل الأسلوبي، فكانت في كثير منها دراسات نظرية، وقلّ فيها الدراسات التطبيقية. [١].
ويلحظ في الدراسات الأسلوبية أنّها جاءت متداخلة مع البنيوية؛ كون الأسلوبيّة جاءت منبثقة من الفكر اللسانيّ اللغويّ والأدبي الذي جاء قبل ظهور الحركة البنيوية، ومتأثرة بالاتجاهات نفسها التي شكّلت البنيوية، وقد بدأت الدراسات الأسلوبية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأبحاث علم اللسانيات وأبحاث علم اللغة، عام 1886، على يد العالم الفرنسي جوستاف كويرتنج، إلا أن مؤسسها الفعلي هو شارل بالي الذي قال: “إنّ علم الأسلوب يُعنى بدراسة الوسائل التي يستخدمها المتكلم للتعبير عن أفكار معينة، وأنّ العمل الأدبي هو ميدان علم الأسلوب”. لقد اشتركت عدد من المدارس في تنمية الاتجاهات الأسلوبية بالاعتماد على الأسس اللغوية، ومنها أسلوبية الحدس العتمد على الدائرة الفينولوجية عند المدرسة الألمانية، والأسلوبية التعبيرية عند المدرسة الفرنسية، وما كان للمدرسة الإيطالية من بث روح التجديد في البلاغة العربية والإنباء بمقدمات فكر أسلوبي جديد في الثقافة العربية، عند المفكر أمين الخولي.
وقد حاولت الأسلوبية التركيز على السطح اللغوي للنص الأدبي، فحاولت التقاط السمات الأسلوبية فيه بما فيها من اختيارات يمكن أن يختارها الكاتب دون أخرى، وتحديد ما فيه من ظواهر ناجمة عن توليد مظاهر لغوية محددة، بأكبر قدر ممكن من الدقة والتجسيد، ولكنها كانت أحيانًا تختلط بالنص ذاته من خلال التفسير، وشرح وظائفه الجمالية، في محاولة تجاوز السطح اللغوي، والتعمق في ديناميكية الكتابة الإبداعية، وظلوعها بوظائفها الجمالية الفعلية، وكل ذلك من خلال قيام مستويات التحليل الأسلوبي بدورها الفاعل في النص.