د. ناصر أحمد سنة: مصر
1من اصل2
مساحة المنطقة الشمية عند الإنسان (في كل منخار) لا تتعدى 5سم مربع، ويوجد لها نحو 30 مليون خلية، وتمتد شعيرات هذه الخلايا للطبقة المخاطية. وبين هذه الشعيرات توجد 350 مستقبلة شم نشطة، لذا فلغة حاسة الشم أشبه بأبجدية تتكون من 350 حرفًا، لكن من الصعب تخيل عدد كلمات الروائح المتنوعة التي يمكن تكوينها من هذه الحروف. وتبدأ عملية الشم باستنشاق الهواء المحتوي جزئيات الروائح المتطايرة والدقيقة الحجم (اقل من 300 حجم جزيئي). ثم تصل للمنطقة الشمية فتذوب في الطبقة المخاطية المحيطة (تفرز من غدد بومان). ثم تقوم بروتينات خاصة بنقلها للمستقبلات الشمية (يقدر عددها بنحو عشرة ملايين مستقبل)، وتقع على سطوح بروزات دقيقة (الأهداب). وينبه جزيء الرائحة مستقبلة شم معينة، ومن ثم تقوم المستقبلات برد فعل كيميائي ينتج عنه نبضات كهربائية، تمر هذه النبضات من طبقة الشم المخاطية عبر الأعصاب الشمية (تتجمع في منطقة واحدة تدعى البصلة الشمية)، لتصل للقشرة الشمية بالدماغ (منطقة الأميكلاندا)، حيث تتم معالجتها/ تحليلها لمعرفة من أي مستقبلات أتت؟ ويخبرنا المخ أن مستقبلات الشم الخاصة برائحة (الفانيليا) مثلاً قد أثيرت، ويجري هذا في لمح البصر.
وفي عام 2004، فاز كل من (ريتشارد أكسل)، و(ليندا باك)، بجائزة نوبل عن أبحاثهما في جهاز الشم، ونسخ جينات المستقبلات الشمية (ضمن عائلة المستقبلات مزدوجة البروتين G)، وبتحليل (DAN) لجرذ؛ قاما بتحديد آلاف الجينات للمستقبلات الشمية في الثدييات مما فتح الباب للتحليل الجيني والجزئي لتقنية الشم. فالمادة العطرية المفردة يمكن أن تتميز من قبل عدة مستقبلات شمية، وفي الوقت نفسه: يمكن لكل مستقبل منها التمييز بين عدة أنواع من الروائح،