الأنوثة 3 – 4
والرجل لا يحب، علي سبيل المثال، أن تعوقه المرأة التي يخرج معها، عن اللحاق بأول سيارة، أو ترام، لأنها لم تنظم وقتها، بحيث تكون مستعدة للخروج في الوقت المناسب. كما أنه لا يحب المرأة التي تزعم أنها لم تجد الوقت الكافي، لكي تضع علي شفتيها مسحة من أحمر الشفاه، أو أن تغير بلوزتها. والرجل لا يري أنه من الأنوثة في شيء، أن تضع المرأة في قدميها، بصفة دائمة، حذاء منخفضا بدون كعب، لمجرد أن ذلك يريحها.
ولا ينبغي للمرأة أن تشاهد، وفي شفتيها عقب سيجارة، لأنها قد انهمكت في أي عمل، ونسيت أن تلقيه جانبا؛ ولا يجب أن تدخن وهي تسير في الطريق، حتى وإن أثارها أي شيء.
وهنا أمر آخر يكره الرجل، وتصنعه المرأة، اعتقاداً منها بأن ذلك يضفي عليها صورة عصرية، وذلك إذا سمعها تنطق ببعض كلمات السباب، أو الكلمات الغليظة، التي تكون قد التقطتها من زملائها أو زميلاتها في العمل.
وعليها أيضا ألا تضحك بصوت رنان، أو بصوت فيه ما يوحي بأنها لا تبالي بشيء، أو ما لا يتفق مع حياء المرأة، وخاصة إذا كانت ضحكتها، مما يلفت جميع الأنظار إليها.
وعندما تكون المرأة ممن يرتدين البنطلون، حتى إذ كان يليق عليها إلي أبعد حد، فإن عليها ألا تقلد حركات الرجال، كأن تجلس واضعة ساقا بعيدة عن الأخرى، أو تضع يديها علي ركبتيها بطريق لا توحي بأنها أنثي.
ولقد تحدثنا حتى الآن، عن المظهر الخارجي للمرأة، الذي يمكن أن ينال من أنوثتها، ولكن لكي تكون المرأة أنثي حقيقة، فإنه لا يكفيها أن تتصرف بهذه الوسيلة، وإنما يتعين عليها، تكون أنثي بأحاسيسها، وبعلا وقتها مع الآخرين.