الأهمية التجاريّة لقناة السويس
تمتلك قناة السويس أهميّةً استراتيجيّة كبيرة، وتؤثر تأثيراً كبيراً على التجارة العالميّة، ويهود ذلك إلى عامِلين مُهمّين أوّلهما هو أثرها في تقليل مسافات السفر بين المناطق الاقتصاديّة المُختلفة، وهو العامل الأكثر أهميّة، والثاني هو سَماحها بإدخال البواخر إلى مصر من خلال طرق مباشرة أكثر، وبسرعة أكبر، ممّا يَزيد بدوره من المكاسب التي تنتج عن تقليل مسافات السفر.[١]
تعتبر قناة السويس التي شُيّدت تحت رعاية بريطانية عام 1869 إلى جانب قناة بنما من أحد أهمّ الطرق البحرية المُختصرة في العالم، وتتعززّ أهميتها في الشرق الأوسط بسبب تسهيلها لتجارة النفط، والتجارة الآسيوية في المحيط الهادئ؛ فقد كانت الرحلة من الخليج الفارسي إلى نطاق أوروبا تستغرق حوالي 24 يوماً، وتقطع مسافة حوالي 21000 كيلومتر، لكنها أصبحت تستغرق حوالي 14 يوماً، وتقطع مسافة 12000 كيلومتر فقط بفضل قناة السويس.[١]
عزّزت قناة السويس أيضاً النفوذ الأوروبي في المحيط الهادئ في آسيا؛ وذلك بتقليل مسافة الرحلة من آسيا إلى أوروبا بنحو 6000 كيلومتر، بسبب تخطّي الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، فأصبحت آسيا بفعل هذا منطقةً يسهل الوصول إليها للتجارة، كما توسّعت التجارة الاستعمارية حينذاك نتيجةً لزيادة التفاعلات مع المناطق المُختلفة بسبب تقليل المسافة.[١]