الأهمّية الاستراتيجيّة لشبه جزيرة القرم
إن هذه البقعة من العالم تمتاز بمميّزات استراتيجية كبيرة، فالصراع الراهن الذي نشهده على هذه المنطقة، ما هو إلّا لبسط السيطرة على مناطق أخرى تعدّ مهمة لجميع الأطراف، فشبه جزيرة القرم، تشرف على مضيق يربط البحر الأسود ببحر آزوف، الأمر الذي جعل روسيا تصرّ اصراراً غريباً على ضم القرم للسيطرة الروسيّة، فامتلاك القرم يعني السيطرة على البحر الأسود، وعلى المضيق الذي يربط بين البحرين، الأسود وبحر آزوف، إضافة إلى أن هناك قاعدة بحرية روسيّة في القرم، وهذه القاعدة تستطيع في تواجدها في منطقة القرم السيطرة على البحر الأسود، ومنه إلى البحر المتوسط، فهذه أحد أهمّ أطماع روسيا في القرم، بمعنى آخر فأهمّ الأطماع الروسيّة في منطقة القرم هو بسط نفوذ على المنطقة والشرق الأوسط.
أمّا شبه جزيرة القرم نفسها، فهي غنيّة بالثروات الطبيعيّة، وهي محط أطماع الكثيرين، حيث أنّها تمتلك العديد من الثروات الطبيعيّة كالبترول والغاز والفحم الحجري والحديد والرصاص، إضافةً إلى الثروات الزراعيّة التي تمتلكها شبه جزيرة القرم نظراً للمناخ المعتدل لها، فكل ذلك يجعل من المنطقة محطّاً لأطماع الدول.