الإبداع جرأة
كي تكون مبدعًا عليك أن تكون جريئًا، سمعت مرة عن فتاة كانت تحلم أن تكون معمارية كبيرة. لكن العقبات في بلدها كانت تصد عليها الطريق، التعليم لم يكن جيدًا كفاية في بلدها، فكانت تود دراسة المعمار في أهم بلاد العالم في هذا المجال. لكن هل تظن أنها استسلمت؟، بالطبع لا.
سافرت هذه الفتاة إلى بريطانيا لدراسة المعمار، وتخصصت به وعملت في أهم شركات الهندسة والتصميم. ليس هذا فقط أنها امرأة عربية أيضًا، أنها زها حديد.
تركت بغداد للدراسة في بيروت، مما يعد قرارًا جريئًا، وعندما كانت تؤمن بنفسها أنها ستكون اهم معمارية في العالم، لم يكن العالم يؤمن بها في تلك اللحظة. يجب أن تكون السيدة جيدة جدًا في عملها، لأنها إذا لم تكن كذلك سيقول عنها الناس أن هذا المكان لم يكن يومًا المكان الذي يليق بها، ومرة أخرى سنجد أن الشعرة بين الجرأة والوقاحة قد اختفت، لكن زها حديد كسيدة أجنبية، كان عليها أن تبذل مجهودًا مضاعفًا.
تتجلى هذه الجرأة في أعمال زها المعمارية مثلًا، فقد صممت مبان لم يستطع من عمل قبلها في مجال المعمار أن يصممها، وفي كل دول العالم. عليك مثلًا أن تنظر لدار أوبرا غوانزو التي أنشأتها في الصين، أو مركز حيدر علييف في أذربيجان.