الإسكندرية قبلة الصحافيين العرب في الدورة الرابعة من “منتدى الإسكندرية للإعلام”… و”تكنولوجيا المعلومات” محورها..
في إطار تطوير العمل الإعلامي في ظل تكنولوجيا المعلومات التي باتت تنافس الصحافي في سرعة نقل الخبر، نظم منتدى الإسكندرية للإعلام في دورته الرابعة ورشة عمل امتدت لثلاثة أيام، ناقشت خلالها موضوع “الإعلام وتكنولوجيا المعلومات”… انضم إلى الدورة الرابعة من المنتدى الذي أُقيم في المعهد السويدي في الاسكندرية، نحو 55 صحافياً من مختلف الدول العربية.
في الجلسة الافتتاحية، رحب كل من بيتر ويدرود مدير المعهد السويدي ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت بالحضور، وتحدث الأخير عن عدد الطلبات التي تقدم بها الإعلاميون للمشاركة في هذه الدورة.
شغل “علاقة التكنولوجيا بالإعلام نهاية الإعلام الورقي” حيزاً كبيراً من المناقشة التي أدارها الكاتب الصحافي حسام عبدالقادر وتحدث فيها كل من الكاتب محمد نبيل الطاروطي ورئيس تحرير مجلة “7 أيام” ياسر أيوب والكاتب محمد عبدالرحمن وعمر شعيب. تضاربت الآراء خلال هذه الجلسة حول مدى استمرار الإعلام الورقي في مواجهة الإلكتروني، ولكن توصل المجتمعون في النهاية إلى أن الإعلام الإلكتروني لن يلغي ذاك الورقي على الرغم من بعض الآراء المعترضة، والتي أشادت بالإعلام الإلكتروني. كما تناول المجتمعون ما نشهده أخيراً من صحافة المواطن والتي بات فيها كل مواطن صحافياً، يشاهد الحدث ويحمّله على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، فباتت هذه المواقع مصدراً للخبر، ولكن وظيفة الإعلامي تتميز بالدقة وليس بنقل الخبر فقط، إلى جانب غياب الوعي عن هذه المواقع، وذلك بعدما بات كل شيء متاحاً وأصبح في متناول المواطن الذي لم يُوجه في استخدام هذه المواقع، وبتنا نرى تعليقات على تعليقات المعلّقين وليس على الخبر الأساسي.
أما موضوع “برامج الموبايل للصحافيين” والذي تحدثت عنه من المغرب شامة درشول فكان الجلسة الأكثر حماسةً وتفاعلاً بين الصحافيين الحاضرين، وفيها تحدثت درشول عن كيفية استخدام الصحافي للموبايل في إعداد التقارير التلفزيونية، وبالفعل تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، تُعد كل منها تقريرها، إن كان عبر الصورة أو الفيديو وحتى التقاط فيديوات للفرق المعنية خلال إعدادها التقارير. كما تحدث ستيفان جيز عن “سياسات الانترنت”، وأحمد سعيد عن “المواقع الصحافية التفاعلية”، وشهدت الجلسة مع سعيد الكثير من التفاعل.
أما المتعة فكانت في جلسة الGamification مع أيمن صلاح الذي يقضي أغلب وقته يتابع الألعاب الإلكترونية، ولشخصية أيمن صلاح تفاعل خاص مع الحاضرين، وكيفية توصيل المحتوى الجاذب الى المستمع والذي يساعد الصحافي في اتباعه من خلال النصائح التي قدمها. مدير تحرير صحيفة “المصري اليوم” ايهاب الزلاقي تحدث عن غرف الأخبار المدمجة والتي بدأ تنفيذها في مكاتب “المصري اليوم”. وشهد الحوار حول “المراسلين والتكنولوجيا” في جلسة أدارها حاتم القناوي وتحدث خلالها حسام الدين حسين وسارة حازم وهمام مجاهد وأحمد حسين ومنى حجاب، تفاعلاً كبيراً. وتطرق المجتمعون خلال الجلسة إلى دور المراسل، وهل حلّت صحافة المواطن مكانه؟ وهل المراسل حاصل على حقوقه؟ وإلى أهمية دور المراسل الذي يتجاوز دوره أحياناً دور مذيع نشرة الأخبار في حال تغطيته حدثاً ما، وبالتالي سيكون نقطة الاهتمام الأولى في نشرة الأخبار. وهنا تلعب موضوعية المراسل ومهنيته دوراً في تغطية الخبر من كل جوانبه ومن دون الخروج عن سياسة القناة التي يقوم بتغطية أخبارها، نظراً الى أننا في وسائل الإعلام محكومون بسياسة وسائل الإعلام التي نعمل لديها، وهنا تبرز قوة المراسل في إيصال الخبر الصحيح من كل جوانبه. وقد لفت المتحدثون إلى أنهم لم يواجهوا مشكلة سياسة القنوات التي يعملون فيها ولم يتعرضوا يوماً للضغط في هذا الخصوص، وكل ما كانوا يقدمونه نابع من قناعتهم ومهنيتهم بكل موضوعية وشفافية.
“استخدامات التكنولوجيا في التغطيات الإخبارية” كانت محور النقاش في الجلسة التي حاضر فيها الكاتب الصحافي خالد البرماوي. واستكمالاً للحلقة الأولى، تابعت شامة درشول موضوع “برامج الموبايل للصحافيين”. ومن باكستان حضرت سندس راشيد لتتحدث عن “التكنولوجيا والراديو”، وفي هذه الجلسة أيضاً تم تقسيم الحضور إلى مجموعات، استطاعت كل مجموعة أن تقدم فكرة برنامج إذاعي مع ابتكار إعلان جاذب له. وفي اليوم الأخير، تم اصطحابنا إلى معهد الدراسات السكندرية الذي يهتم بالتنقيب عن الآثار بهدف الحفاظ على تراث مدينة الاسكندرية، بالإضافة إلى دور المركز في توثيق الصحف الأجنبية التي صدرت في مصر، وقد اطلعنا على بعض النسخ النادرة من الصحف الفرنسية التي صدرت في مصر قديماً.
وفي المعهد السويدي، تحدث مديره بيتر ويرود عن “أشكال المعلومات المختلفة” وكان من أبرز المواضيع التي تمت مناقشتها “وثائق بنما” بالإضافة إلى “ويكيليكس” ومدى تأثير هذه الوثائق في سياسات العالم العربي. كما تحدث بيتر عن تجربته الصحافية قبل خوضه مجال السياسة وانتقاله أخيراً إلى المعهد السويدي في الاسكندرية. أما في خبايا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما “فيسبوك”، فاستطاع الصحافي الاستقصائي أحمد الشامي أن يقدم شرحاً وافياً عن كيفية “التحقق من المعلومات باستخدام التكنولوجيا”. وعلى خلاف المؤتمرات وورشات العمل التي تبدأ بافتتاحية، كانت للدورة الرابعة لمنتدى الإسكندرية للإعلام جلسة ختامية حضرها الإعلامي المصري شريف عامر الذي تحدث عن تجربته في زيارة مقر شركة “غوغل”. وعن مستوى البرامج التلفزيونية اليوم، أكد عامر أن برنامجه ليس فضائحياً على الرغم من استضافته بعض الشخصيات “الفضائحية”، إلا أن معالجة الحلقة تتم بإطار إعلامي محض، ولفت إلى أن الجمهور بات قادراً على توقيف البرامج التي تسيء إليه وهذا ما شهدناه في أكثر من برنامج.
وفي الختام، تم التقاط صورة جماعية للمشاركين مع عامر ومدير المعهد السويدي ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام، مسجلين بذلك نجاحاً وصلت أصداؤه إلى كل وسائل الإعلام العربية.