الإطماء مشكلة تهدد بحيرة البردويل
الإطماء مشكلة تواجه بحيرة البردويل, التي تعتبر من أنقي البحيرات في العالم كله, وهو ما يجعل لأسماكها سمعة عالمية واسعة, ومن حول هذه البحيرة تعيش أكثر من5000 أسرة سيناوية
وإذا كان البعض يطرح تساؤلا حول وجود السمك المستورد في سيناء رغم هذه البحيرة المتميزة فإن مدير البحيرة يرد علي هذه التساؤلات.
في البداية يقول المهندس سليم فيصل, مدير بحيرة البردويل, إن البحيرة تعتبر من البحيرات القليلة التي تحافظ علي حدودها ولم يطرأ عليها أي تغيير جغرافي منذ بداية القرن الماضي, وهي تحتفظ ببيئتها الطبيعية فهي من أنقي البحيرات العالمية حيث لم يدخلها أي نوع من أنواع التلوث الزراعي أو الصناعي وتتمتع أسماك بحيرة البردويل بجودة وسمعة عالية والطلب المحلي الزائد علي أسماكها وبأسعار تعادل الاسعار العالمية يشجع التجار علي تسويقها داخلها وبالرغم من حدوث بعض التغيير في أنواع أسماك بحيرة البردويل نجد ثباتا نسبيا في الأسماك البيضاء كالدنيس والقاروص والبوري والوقار والموسي وهناك تزايد في أسماك البوري والطوبارة في حين يوجد تراجع في أسماك الدنيس والموسي مع دخول بعض الاصناف وخاصة القشريات الجمبري والكابوريا.
ويضيف أنه في ظل التغيير في سلوك بعض الافراد واتجاههم لمصالحهم الشخصية علي حساب المصلحة العامة ونظرا لموقع بحيرة البردويل الحيوي ووجودها علي حدود مصر الشمالية, أسرعت ادارة بحيرة البردويل بتكوين فرق من العاملين بالبحيرة لحماية مواقع البحيرة من أي سلوك خارج, علاوة علي العمل الدائم من أعداد أطقم دوريات للمرور علي شواطئ البحيرة لضبط المخالفات والسيطرة علي المسطح المائي وكذلك للمرور علي الطرق والكباري المؤدية لبحيرة البردويل بالتنسيق مع حرس الحدود للحفاظ علي المخزون السمكي ببحيرة البردويل علما بأن البحيرة تخدم نحو نصف سكان محافظة شمال سيناء حيث يعمل بالبحيرة أكثر من5 آلاف صياد يمثلون5000 أسرة من جميع مراكز المحافظة ويأتي في المقدمة مركزا بئر العبد والعريش وتعمل علي انعاش الحياة الاقتصادية في هذه المراكز في موسم صيد الأسماك ومازال من العادات السائدة عند صائدي البحيرة ربط زواج أبنائهم بموسم الصيد وبصورة عامة فدخل الصيد من أسماك البحيرة بلغ في العام الماضي108 ملايين جنيه بإنتاج قدره4733 طنا ونأمل في العام الحالي أن يزيد حجم الإنتاج عن هذا المقدار, ويطلب سمك البحيرة في العديد من دول أوروبا والبحر المتوسط مثل اليونان وقبرص وإيطاليا وغيرها نظرا لنقاوته وبعده عن التلوث.
ويقول سليم إن مشكلة البحيرة إطماء بوغازي بحيرة البردويل(1 و2) وفي مواجهة هذه الظاهرة انتهينا لضرورة إنشاء رءوس حماية وجسور ببوغازي بحيرة البردويل, وذلك للحفاظ عليها من الاطماء وكذلك خفض معدلات الاطماء سنويا من1.3 مليون متر مكعب لنحو3 ملايين متر وقامت الهيئة بشراء كرالة قاطعة ماصة بقدرة1200 حصان من منحة السوق الأوروبية المشتركة وكذلك لنش خدمة بحري وبقدرة360 حصانا ولنش قاطرة بقدرة350 حصانا ولودر بقدرة84 حصانا وتطوير ميناءي الصيد في التلوث واغزيوان بعمل تراكات لرسو مراكب الصيد وكذلك تطوير مراسي الصيد بالنصر ونجيلة, وظهر أثر تلك الأعمال في تطهير البواغيز في رفع إنتاجية الأسماك من2000 طن إلي5000 طن حاليا وجار تدعيم البحيرة بكرالة ذات قدرة1600 حصان للمساهمة في تطهير البواغيز وعمل قنوات شعاعية داخل البحيرة.
ويضيف حول ما يقال عن انتشار الأسماك المجمدة في السوق السيناوية برغم وجود بحيرة البردويل أنه يتم منع الصيد في بحيرة البردويل في الفترة من أول يناير حتي نهاية ابريل من كل عام, لذلك لا نجد أي أسماك مطروحة بالأسواق من أسماك بحيرة البردويل في تلك الفترة وبصورة عامة نجد شدة الطلب علي أسماك بحيرة البردويل في أثناء موسم الصيد, كما أن الهيئة تقوم بحماية بحيرة البردويل من أي تعديات أو أعمال تقوم علي البحيرة بالقرب منها لحمايتها من التلوث ومنها المشروع الخاص بالبتروكيماويات الذي كان مزمعا إقامته في منطقة المرقب وتم التصدي له وهذا مايميز بحيرة البردويل.