الإنسان البدائي
قبل أن نتطرق إلى الإنسان المتحضر المتطور والمتقدم فلنطرق أبواب الإنسان البدائي أو لنبحث عن ذلك الإنسان البدائي، يُطلق لفظ الإنسان البدائي على الإنسان القديم في بداية البشرية الذي عاش في الكهوف واقتات على الثمار وصيد الحيوانات وارتدى جلودها وأوراق الشجر، غالبًا تلك الصورة هي التي تأتي لخيالنا حين نفكر أو نسمع كلمة الإنسان البدائي، لكنها لم تقتصر على تلك الحقبة فحسب وإنما مقارنةً بعصرنا الحديث فأغلب سكان العصور السابقة كانوا ممن يطلق عليهم الإنسان المتحضر الحالي لفظ “الإنسان البدائي”، بل ربما سيكون من الأكثر تحديدًا أن نقول بأن الإنسان البدائي كلفظٍ لم يُطلق على القدماء فحسب وإنما في العصر الحالي وبعض العصور التي سبقتنا انقسم فيها المجتمع لطبقات، وكانت الطبقات العليا تعتبر نفسها الجديرة بلقب الإنسان المتحضر بينما تلقي لقب الإنسان البدائي على الطبقات الأقل منها شأنًا سواءً ماليًا أو اجتماعيًا، وربما عند البعض تعدت كلمة “إنسانٍ بدائي” من كونها وصفًا علميًا أو تاريخيًا إلى كلمةٍ قد تُستخدم للإهانة وتقليل الشأن وإظهار أن الآخر لا يرقى للتعامل مع المتحضر.