الإيحاء والخدع السحرية
لسنا بصدد الحديث عن خدع العصر الحديث التي تُصمم على المسرح ثم تجد لها تفسيراتٍ تحت خشبة المسرح وفي الكواليس وإنما بصدد الخدع السحرية القديمة قدم الزمن والتي استعان أصحابها بقدراتهم العقلية والذهنية المُدربة على خداع من أمامهم وإيهامهم والإيحاء لهم بما لا يُمكن أن يحدث فيزيائيًا وعلميًا، كسحرة فرعون مثلًا حين ألقوا حبالهم وعصيهم فخُيّل للناس من سحرهم أنها تسعى! فما كان ذلك إلا إيحاءً منهم لجمهورهم وقوةً ذهنيةً تخاطريةً منهم نقلت إلى المستقبلين صورة أفاعي تتحرك بينما العصي هامدةٌ كما هي، كذلك فاعتمد الهنود أكثر ما اعتمدوا على قوة التخاطر والإيحاء كما فعل أولئك السحرة حيث يروي أحدهم أنه حضر لأحد السحرة الهنود عرضًا يُلقي فيه الرجل حبلًا طويلًا في الهواء فيشتد ما بين الأرض والسماء كأن يدًا خفيةً تمسكه وتحرك صبي الساحر فمشى على الحبل حتى صعد للسماء واختفى والجميع محدقون فهل من تفسيرٍ سوى الإيحاء؟