مبررات الإبداع في المنظمات الحكومية
نظراً للتقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا، وما نتج عنه من تغيير في مختلف المجالات، تواجه المنظمات العديد من التحديات مما تطلب منها إما التكيف مع ذلك، أو الفشل والاندثار. فقد أشار (ريتشارد بيكهارد) إلى أن محيط المنظمات أصبح يتسم بالحركية، لذا فالمنظمات الجامدة يجب أن تجد الوسائل والأساليب التي تمكنها من تجديد نشاطها والاستفادة من قدراتها.
كل ذلك إشارة ضمنية إلى الحاجة للإبداع كأحد وسائل التجديد والتغيير، فقد ربط رسل وآخرون بين عملية التغيير والإبداع باعتبار التغيير عملية إبداعية قبل أن تكون نوعاً من أنواع التطوير، فالتغيير ما هو إلا أحد مظاهر الإبداع التي تعبر عنه.
فالإبداع في جوهره تغيير، والتغيير مطلب حيوي للكثير من المنظمات، وفي ظل بيئة متسارعة الأحداث وكثيرة التغيير تبرز حاجة المنظمة للإبداع لتستطيع أن تقدم ما هو جديد، ولتتمكن من الاستمرار والبقاء في ظل هذه البيئات الديناميكية .
كما تظهر الحاجة للإبداع عندما يدرك متخذو القرار في المنظمة أن هناك تفاوتاً بين أداء المنظمة الفعلي والأداء المرغوب فيه، مما يحثها على دراسة تبني طرق وأساليب جديدة.
ومن ثمة يمكن تلخيص أهم مبررات حاجة المنظمات الحكومية وغير الحكومية للإبداع في ما يلي:
1- أهمية الأشخاص المبدعين للمنظمات في الوقت الحاضر لرفع كفاءتها وإنتاجيتها، ومن ثم تُقدم الخدمات بشكل مميز.
2- أهمية الأساليب الحديثة والمبتكرة للمنظمات الحكومية والتي تتناسب مع البيئة، وتساعد تلك المنظمات في إدارة عملياتها وحل مشكلاتها.
3- تلبية احتياجات الرأي العام المتزايدة؛ إذ إن وعي المواطنين بالمنجزات الحضارية يدفعهم إلى الإلحاح بقوة للحصول على الخدمات بيسر وسهولة وبتوعية أفضل مما هي عليه.