الاحتياجات 1من اصل7
أكد درگر على سهولة الافتراض بأن الفرصة الخارقة «غير قابلة للتكهن ولا يمكن تنظيمها، ولا منهجيتها
حسب النظم، ولا تفلح في تغطية غالبية الحالات ، وكل ذلك مع وجود جميع ملامح الإعاقة في الابتكار القائم
على المعرفة (من مدة إنجاز طويلة، وحاجة إلى تحويل المعرفة، ونسبة عالية من الإصابات). ومع ذلك فإن
«الفكرة البراقة» (سواء في صيغتها التكنولوجية أو المجددة) ضرورية جداً لحركية مجتمع العقلية التجارية
المغامرة بحيث لا يمكن أن تترك للدف. عز ز درگر هذه القناعة في حديثه عن التكنولوجيا على وجه التحديد
من خلال تعليقه بأن «التكنولوجيا العالية هامة بشكل هائل : باعتبارها محددة للرؤية، وللفراغ، وصانعة
للإثارة، وللمستقبل، ولكنها كصانعة للحاضر مازالت هامشية فلا تزيد مسؤوليتها عن عشرة بالمائة من
شركات الأعمال التي أنشئت في السنوات العشر الماضيات» .
أثناء مسيرة شركة الأعمال نحو التحول، تدعو الحاجة إلى وضع مطلبين مسبقين على جدول الأعمال : (1)
تنظيم الجهالة، و(2) إدارة العقلية التجارية المغامرة .
الحاجة إلى تنظيم الجهالة. أدرك دركر في ملاحظته للريبة وعدم المصداقية في تعيين وتنفيذ الابتكار الخارق
أن إسقاط الاتجاهات من الماضي القريب يعكس بعداً واحد اً للحقيقة، ولهذا فقد جادل بأن تنظيم المعرفة لم يكن
كافي اً لخلق مرحلة تحولية في شركة الأعمال. ذلك أن الممارس يحتاج إلى منهجية رديفة لتحويل النظرة التي
ل اقيمة لها للمستقبل إلى استعداد ذكي. والخلاصة أن درگر سلم بإمكانية انتعاش بذور موضوع يقوم على
توقعات دون حقائق، ووضع عنواناً لهذا المفهوم الذي يبدو متناقضاً: «قوة الجهالة المنظمة»، ودافع عن تكريس
الكتب التدريسية في الإدارة وندوات المدراء التنفيذيين انتباهاً مطلق اً لتنظيم المعرفة، إلا أنه ناقش ضرورة
إعطاء مزيد من الانتباه لتنظيم الجهالة دون الإساءة إلى هذا الموضوع دونما سبب إلا لأن في الجهالة أشياء
كثيرة غير المعرفة .
يعود سبب تفاؤل دركر الحذر بصلاحية تنظيم الجهالة جزئياً إلى المدخل إلى النظم، وهي
نظرية تجمع بين عدد من العلوم والتكنولوجيات المختلفة في إطار مرجعي كلي،