الاحتياجات 3من اصل7

 
ومع ذلك فقد اعتبر دركر أن هذه الابتكارات سارت على هدى نموذج من تصور رؤية مستقبلية ليس لها
اتجاهات والانطلاق منها بعدئذ إلى الحاضر لترجمة الفكرة الأصلية حسب النظم إلى حقيقة تجارية. كانت
صناعات الطائرات واللدائن والترانزيستورات و البنسلين والآلات الناسخة من أنجح المحلات التي أدت
نتائجها ليس فقط إلى منتجات جديدة بل إلى   ظهور صناعة جديدة أيضا ً .
من الفتوحات المعترف بأنها ليست ذات تقنية عالية هي رؤية هنري فورد Henry Ford لتصنيع سيارة تنتج
بغزارة ويمكن للعامل العادي أن يوفر ثمنها، وقد بني فورد استراتيجيته الذكية التسويقها على افتراض أن
السوق المتواسعة وليس السعر وحده هما العاملان الرئيسان في خلق الطلب على السيارة بشكل ناجح. لقد
حول الصناعة الصغيرة حرفية التقليدية التي كانت تصنع السيارات بشكل إفرادي باعتبارها لعبة للأغنياء من
الناس إلى أكبر صناعة استهلاكية وطنية وعمل على إحداث ثورة اجتماعية عظيمة في الأخلاق والحركية في
النصف الأول من القرن العشرين .
الرسالة الرئيسة للتحليل الإدراكي الذي قام به درگر لتنظيم الجهالة فهي   أن على المبتكرين ألا يركزوا فقط
على التكهن بالمستقبل بل على فرض أنفسهم عليه كأصحاب عقلية تجارية مغامرة من خلال إيجاد نوع جديد
من المعرفة قابل للتطبيق من الناحية الاقتصادية. والخلاصة أن درگر أكد في جميع الأمثلة على أن السؤال
الرئيس لا   يكمن في الشكل الذي سيكون عليه المستقبل، فذلك مرده إلى المصلحين الاجتماعيين والسياسيين، بل
ينبغي على المبتكر في مجال شركات الأعمال أن يجعل اهتمامه في إحداث تغيير هادف عن طريق إيجاد قيمة
في نظر المستهلك تساهم في ذات الوقت بالنتائج الاقتصادية التي تحققها الشركات .
وعلى كل الأحوال فإن تنظيم الجهالة كان في نظر درگر ديدن شركة الأعمال المتحولة،
ووجد أن هذا الموضوع فتاناً محبط اً وآبير اً جدا ً لدرجة دفعته إلى الأمل في إبراز أفكاره في
كتاب،