الاسترجاع: التذكر مقابل التعرف
1 من أصل 2
«تذكر» المعلومة يعني استحضارها إلى العقل؛ في العادة يوجد «تلميح» يحفز و/أو يسهل التذكر. مثلاً: تحتوي أسئلة الامتحان في العادة على تلميحات من المحتوى الدراسي توجه تذكرنا إلى المعلومات المرتبطة بأهداف ممتحننا. وتحتوي أسئلة حياتنا اليومية مثل: «ماذا فعلت مساء يوم الجمعة؟» على تلميحات زمنية. تكون مثل هذه التلميحات عامة للغاية، ولا تقدم الكثير من المعلومات. وعادةً ما يسمى التذكر عند استجابته لهذه الأنواع من التلميحات غير المحددة بـ «الاستدعاء الحر». كما قد تكون بعض التلميحات محملة بمزيد من المعلومات وتوجهنا إلى أحداث أو معلومات محددة. سؤال مثل: «أين ذهبت مساء الجمعة بعد أن تركت قاعة السينما؟» يختلف عن السؤال السابق، عاليه، بتزويدنا بمزيد من المعلومات في محاولة لاستخلاص مادة محددة. وعندما تزداد التلميحات توجيهاً، يصبح اسم عملية التذكر «الاستدعاء التلميحي».
إليك بعض الأمثلة الأخرى: عند دراسة الاسترجاع في سياق تجريبي، قد تقدم معلومات للأفراد – مثل قصة – خلال ما نسميه جلسة التعلم، ثم قد نطلب منهم أن يتذكروا جوانب معينة من القصة. و«الاستدعاء الحر» هو حني نطلب من الأفراد تذكر أكبر قدر ممكن من القصة، دون أي مساعدة، وتوضح «ظاهرة طرف اللسان» (المذكورة في الفصل الثاني) طبيعة إحدى المشكلات الشائعة في الاستدعاء الحر، حيث إنه غالباً ما يتاح لنا وصول جزئي إلى المعلومات التي نحاول استرجاعها. وبالمقارنة، فإن «الاستدعاء التلميحي» هو حني نقدم محفزاً (مثل تصنيف، أو الحرف الأول من الكلمة) لكي نسترجع معلومة معينة. مثلاً، قد نقول: «أخبرني بجميع أسماء الأشخاص التي تبدأ بحرف J، والتي كانت في القصة التي قرأتها عليك بالأمس.» ويُعد الاستدعاء التلميحي على الأرجح أسهل بعض الشيء على المجيبين مقارنةً بالاستدعاء الحر.