5 من أصل 5
كنت أفكر أيضا في ذلك الذي يمكن أن أقوله لزوجتي عن النقود وعن الفواتير في هذا الشهر – وبخاصة أنى سبق أن وعدتها (ثانية) ألا أعود للمقامرة. واتكأت على جدار المبنى، وفجأة خطر ببالي أن تلك لم تكن الطريقة التي أردتها لحياتي، بل إن ذلك الوحي كان أكثر تحديدًا من ذلك: حدد إلى ذلك الوحي خيارا واحدًا ليس إلا، هو أنى ما كان لى أن أفعل ذلك الذي كنت أفعله.
وفجأة، امتلأ داخلي بمعرفة نقية وقوية، أقنعتني بحتمية التوقف عن القمار، وأوضحت لي أن المقامرة هي التي أوصلتني إلى ما أنا فيه: التخطيط للتهرب من ولدى. واقع الأمر أن تلك المعرفة جعلتني أحس بالغربة عن كل من أحبوني من قبل. من هنا، يمكن أن أقول إن ذلك الوحي كان مزدوجا: معنى ذلك، أن القمار كان یحطم حیاتی ویدمرها من ناحیة وأناني یتعین علی ألا أعيش حیاة مد مرة، وإنني ینبغی ألا أفعل ذلك في نفسي. وفى تلك اللحظة الشديدة الوضوح والنقاء هبط على الاستسلام، الاستسلام الكامل لقلة حيلتي أمام ذلك الذي سببه إلى القمار والمقامرة. كان الأمر في منتهى البساطة. فقد أدركت وفهمت أن القمار سوف يدمر حياتي إن أقبلت عليه؛ وإذا لم أقبل عليه، فقد تتهيأ لي في أضعف الأحوال فرصة الحياة الواقعية الخالية من الأوهام، لقد كان وحيًا عظيمًا بحق – وأظن أنه ما زال كذلك”.