الاقتراض والإعادة 1 – 3
عندما نناقش في هذا العدد، موضوع الاقتراض وإعادة القرض، فإننا بالطبع لا نتحدث عن اقتراض المبالغ الضخمة من المال، لإتمام الصفقات التجارية، أو المشروعات، فإن لهذه وضعا آخر، بالنسبة للكمبيالات أو الإيصالات، لما لها من طابع اقتصادي بحت.
ولكننا سنناقش عمليات الاقتراض التي تحدث بين الأصدقاء وبعضهم بعضا، سواء كانت على هيئة مبالغ صغيرة، أو كتب، أو أدوات، وما هي القواعد التي يجب مراعاتها، عندما نجد أنفسنا مضطرين إلى اقتراض شيء ما من أحد الأصدقاء.
اقتراض النقود:
المبالغ الصغيرة جدا، مثل دفع ثمن القهوة، أو تذكرة الترام، أو إكرامية. هذه المبالغ ليست لها أهمية بين الأصدقاء، ويكفي ردها في مناسبة مماثلة. أما إذا كان الشخص المقرض غريبا، فيجب رد النقود إليه، مهما كانت بسيطة.
أما اقتراض المبالغ الكبيرة نوعا ما، فيجب ألا تكون في صورة استجداء، أو سرد قصة طويلة لشرح الظروف، ولكن يجب التحدث بطريقة محددة، مع عدم إرغام الشخص الذي نتحدث إليه بقبول طلبنا، وانتظاراً لإجابته. فإذا كانت بالإيجاب، انتهى الأمر. أما إذا كانت بالاعتذار، فلا داعي للتعنيف، أو إعادة الحديث، فقد يكون الشخص له عذره أيضا.
وإذا شعرت أن هذا الشخص، أو هذه الصديقة، ليسا على استعداد فعلا لإقراضك ما تريدين، فلا داعي لأن تحرجي نفسك، بأن تطلبي من أيهما ذلك، وعليك أن توفري على نفسك مشقة هذا التصرف، باللجوء إلى صديقة أخرى. أما إذا أبدت الصديقة استعدادا حقيقيا لمساعدتك، فما عليك إلا أن تشكريها بلطف، مع تحديد الموعد التقريبي، الذي يمكنك في غضونه، إعادة ما اقترضته، مع محافظتك على هذا الموعد بقدر الإمكان.