الاقتصاد الإسلامي ماله وما عليه
ثم إذا انتهينا من الحديث عن النظام الإسلامي من حيث خصائصه والمبادئ التي يقوم عليها، فإنه يتوجب علينا بعد هذا التطواف السريع_ نقد وتقييم هذا النظام الاقتصادي. ولنكن واضحين، فإن النقد لا يعني ذكر سلبيات الشيء أو تسليط الضوء على عيوبه كنوع من التشنيع والإغراض، وإنما هو يعني _على الأدق والأصوب_ إظهار محاسن الشيء ومساوئه على السواء. وقد ينتفض بعض المتدينين المتحمسين لمجرد الحديث عن مساوئ أو عيوب أحد النظريات الإسلامية سواء كانت في الاقتصاد أو في أي مجال آخر، إلا أننا نود _وبكل ود ولطف_ أن نشير لأولئك المتحمسين أننا لا نتناول العقيدة الإسلامية بشيء من النقد أو مما يثير الحفائظ، وإنما نتناول بعضا من أدوات الإسلام في إدارة بعض من أمور الدنيا، ألا وهي إدارة الأمور الاقتصادية في هذا السياق. وهذا مما لا غضاضة فيه ولا شيء مما يحفظ النفوس والأفئدة. وإذا ما فرغنا من إقناع أولئك المتحمسين من ضرورة التناول بالنقد والتحليل لمختلف التوجهات والنظريات في تناولها لأمور الدنيا ، فإليك بعضا مما يقال في محاسن نظام الاقتصاد الإسلامي وعيوب هذا النظام: