البحث داخل الإنترنت Search Engines

البحث داخل الإنترنت

Search Engines

الفصل الثاني

 

محركات البحث

البحث داخل الإنترنت
البحث داخل الإنترنت

لم ينُشيء نظام الويب لمجرد عرض المواقع والصفحات، وإنما ليصبح (بنكاً مركزياً) للمعلومات؛ حتى يمكن لرواد الإنترنت الاستفادة منه وجلب المعلومات التي يريدونها. ولا يُحبطك إذا أخبرتك بأن ما تعلمته حتى الآن لا يؤهلك للحصول على المعلومات التي تريدها من الإنترنت!، وإن كل ما يمكنك أن تفعله هو الذهاب لموقع ما وتصفح محتوياته. فإذا أردت- على سبيل المثال- الذهاب إلى أحد المواقع التي تحوي معلومات عن (حكام مصر)، أو عن (السبب في مشكلة البطالة في مصر)، فلن تتمكن من ذلك، ليس لعدم وجود تلك المعلومات بالشبكة، وإنما لعدم معرفتك بالأدوات التي تمكنك من البحث داخلها عما تريد.

وأداوت البحث هذه تنوع وتتعدد. لكن الأشهر- والأهم- منها هو:

  • أدلة البحث (Search Directories): وهي قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على ملايين المواقع التي تم تصنيفها تصنيفاً دقيقاً ضمن قوائم متدرجة ومتشعبة، بحيث تبدأ بالمفتاح العام (Main Category)، ثم تتدرج إلى الأكثر تحديداً، ثم الأكثر، فالأكثر..هكذا:

ويقوم بعملية التصنيف هذه كتيبة من الموظفين يعملون خصيصاً في مجال البحث عن المواقع وإضافتها إلى الأدلة، كما يعتمد الأدلة-أيضاً- على المعلومات التي يقوم أصحاب المواقع بإرسالها إلى الفهرس عندما يقومون بتحميل المعلومات الخاصة بموقعهم إليه. وعليك أن تتوغل في فروع الدليل إلى أن تصل إلى ما تريده.

  • محركات البحث (Search Engine): محرك البحث ما هو إلا موقع يحتوي على مجموعة تقنيات (برامج) يمكن عن طريقها إجراء عمليات البحث المختلفة داخل الإنترنت؛ إذ يحتوي كل محرك بحث على قاعدة بيانات خاصة به، يحتفظ داخلها بعدد هائل من المواقع والمعلومات التي يمكن للمستخدم أن يبحث داخلها عما يريد، وذلك بكتابة كلمة مفتاحية (Keyword)، أو عبارة مفتاحية (keywords) في خانة البحث الموجودة بالمحرك، ليعرضله خلال ثوان آلاف الصفحات التي تحتوي على الكلمة أو العبارة موضع البحث. ليس هذا فحسب بل إن كل محرك بحث يحتوي على ما يسمى عنكبوت محرك البحث (Spider)، أو الزاحف (Crawler)، وهو برنامج مساعد يقوم بزيارة مواقع الويب تلقائياً للتجول والبحث داخلها عن الصفحات الجديدة التي تحتوي على الكلمة أو العبارة موضع البحث، ويضمها تلقائياً إلى قاعدة بيانات المحرك كما لا يقتصر عمل العنكبوت (Spider) على المواقع الجديدة، بل يتصفح المواقع القديمة أيضاً لجلب كل التغيرات التي تطرأ على صفحات هذه المواقع. حيث تستخدم هذه البيانات كنتائج بحث تطرح على زوار المحرك فيما بعد. أي إن كثرة استخدام المحرك تجعل قاعدة بياناته تتجدد وتزداد بصفة مستمرة. على عكس أدلة البحث التي لا تتأثر بذلك.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو.. ما الذي ينبغي تفضيله: أدلة البحث (Search Directories)، أم محركات البحث (Search Engines)؟.

والإجابة عن هذا السؤال قد تبدو صعبة؛ لأنها تعتمد على نوعية المعلومات التي تريد الحصول عليها.

فإذا كنت تريد العثور على نتائج دقيقة فإن أدلة البحث (Search Directories) ستوفر لك ذلك، لأنها لا تعمل بشكل آلي، بل تتمك إدارتها من قبل أشخاص متخصصين، حيث يتم فرز المواقع وترتيبها، ومن ثم تبويبها تحت التصنيفات المختلفة. إما إذا كنت تهتم بحجم النتائج فستجد ضالتك في استخدام محركات البحث (Search Engines)، حيث تقوم عناكب البحث الموجودة بها بالتجول داخل الشبكة وجلب كل صغيرة وكبيرة عن موضوع البحث.

فإذا كنت تريد البحث عن (الشعر العربي) باستخدام الأدلة فستحصل على معلقات الشعر الجاهلي، وأشعار عنترة، وامرئ القيس، وأحمد شوقي، وما إلى ذلك. أما إذا استخدمت محركات البحث فإنك ستكتب كلمة رئيسية للبحث، ولتكن كلمة (الشعر)- على سبيل المثال- وستفاجأ بالآف الصفحات قد عُرضت عن موضوع البحث، وبطبيعة الحال ستجد بين طيات هذه الصفحات كل ما سبق أن وجدته عبر الأدلة، غير أنك ستجد أيضاً أشعار ردئية من نوعية (الحلزونة ياما الحلزونة)، أو أن تجد صفحة باسم (صالون الحاج عبود لحلاقة الشعر)!.

ومع تزايد استخدام محركات وأدلة البحث، بدأت الشركات الكبيرة مثل: شركة Google، وشركة YAHOO!، في الجمع بين أدلة البحث ومحركات البحث وظهر ما يسمى (الدليل المرتبط) مع محرك بحث (Coordinated)، وقد أصبح هذا النوع هو الأكثر شعبية لدى المستخدمين، وهو تطور لمحركات البحث العادية، إذ يمكن اعتبارها محركات بحث ذكية، أو كما يطلق عليها البعض محركات بحث الجيل الثاني من الويب (Web 0.2 Search Engines).

 

m2pack.biz