البحث عن اللذة:

فقرة 3
فقرة 3

3 من أصل 3

“كنت دوماً واحداً من أولئك اللائي والذين يركزون كل انتباههم على الذهاب إلى “المحطة” كي أتمتع بالسباق. كنت أنفق على شراء الأشياء ظناً مني أني عندما أحصل على السيارة الجديدة، أو المنزل المجاور، أو جهاز التليفزيون الثالث، سوف أحصل على السعادة في النهاية. ولكن ذلك لم يحدث مطلقاً. وبعد أسبوعين، تصبح السيارة مجردة سيارة والتليفزيون مجرد تليفزيون. وقد تشاجرت أنا وزوجي على المنزل الجديد مثلما تشاجرنا أيضاً على المنزل القديم. وواصلت التطلع إلى المستقبل كي يعطيني السعادة واللذة، ولكن ذلك لم يحدث مطلقاً.

وأنا بفضل ما تعلمته في عملية الشفاء، أعرف الآن أن اليوم، هذه اللحظة، هي المهمة، هي التي يعول عليها. والواقع هو عدم الذهاب مطلقاً إلى “المحطة” بغية الوصول إلى السباق. وإذا ما فاتني القطار، فقد فاتني كل شيء. وهذا مفهوم غاية في البساطة، ولكنه أحدث تغييراً وفارقاً كبيراً جداً في حياتي.

وأنا الآن أمرح وأفرح بتلك الملذات الصغيرة التي تتوفر لي طول الوقت وبصورة مستمرة: تلك الزهور البرية التي أشاهدها على جانبي الطريق، والسماء الصافية التي تضيئها النجوم، وتلك مقطوعة موسيقية مؤثرة، وتلك الابتسامة التي تعلو وجه صديق من الأصدقاء. يضاف إلى ذلك أنني لا آخذ نفس مأخذ الجد. وبوسعي الآن أن أسخر من ذاتي.

 

 

m2pack.biz