البرامج النموذجية في السجون الأمريكية
1من اصل2
ثمة استثناءات للسياسات القاسية السائدة في السجون الأمريكية حاليٍّا، إذ تعكس بعض البرامج النموذجية مستوًى متميزًا من الاكتراث باحتياجات السجناء لكن معظم البرامج النموذجية صغيرة للغاية بحيث لا يمكنها الوصول إلى أغلبية السجناء وفي كثير من الأحيان، تتوقف هذه البرامج النموذجية بمجرد أن تبدأ في تحقيق أثر إيجابي، ويكون ذلك غالبًا لأسباب غير واضحة. وفي الوقت نفسه، تعاني السجون من استقبال أعداد هائلة من السجناء الجدد، والازدحام الناتج عن ذلك يعيق كل الجهود الرامية لإعادة
تأهيل السجناء.
يحتوي كل نظام سجون على مشروعاته المفضلة وبرامجه النموذجية ويخضع القبول في هذه البرامج عادةً لقيود صارمة على سبيل المثال، مثلما ذكرت في الفصل الخامس، يحتوي نظام سجن النساء بكاليفورنيا على برنامج إقامة في المجتمع يمكن للسجينات الحوامل الاستفادة منه حتى يضعن حملهن ويتمتعن بفرصة التعرف على أطفالهن لكن الاشتراك في هذا البرنامج يقتصر فقط على السجينات اللاتي ينتمين للمستوى الأمني المنخفض، كما أن الأماكن فيه محدودة للغاية. في واقع الأمر، معظم السجينات لا يشعرن على الإطلاق بوجود هذا البرنامج لذا، على الرغم من أنه أمر جيد للغاية أن يضع نظام سجن كاليفورنيا برنامجًا يسمح لعدد قليل من السجينات بإنجاب أطفالهن خارج أسوار السجن، فمن القسوة حرمان نسبة كبيرة من السجينات الحوامل داخل السجن من هذه الفرصة.
أسست السجينة / الكاتبة كاثي بودين 12 برنامجًا للأمهات في سجن بيدفورد هيلز بنيويورك يُسمَّى ” الأمومة عن بُعد ” وتقود بودين مجموعات للسجينات الأمهات مُصمَّمة على غرار المجموعات الهادفة لرفع الوعي لدى النساء التي ظهرت في نهاية ستينيات القرن العشرين. في هذه المجموعات، تتحدث النساء عن شعورهن بالعجز والخزي والذنب تجاه عدم وجودهن مع أطفالهن ويروين قصصًا عن الانتهاكات التي يتعرضن لها والتعجيز الذي يعانينه ويمنحن أنفسهن القوة عن طريق استماع بعضهن لقصص البعض، وقبول بعضهن البعض على الرغم مما قد تكون عانته وفعلته كلٌّ منهن في الماضي ويتحدثن عن مشاعرهن كأمهات وكيف يمكنهن أن يصبحن أمهات أفضل، حتى من داخل السجن.