البريد الإليكتروني

 الفصل الثالث

البريد الإليكتروني

Email

البريد الإلكتروني
البريد الإلكتروني

البريد الإلكتروني

“QWERTYIOP”، تلك هي أول رسالة إلكترونية في التاريخ! أرسلها (راي توملينسون) إلى نفسه كتجربة لاختراعه الجديد، وذلك الذي يسمى الآن بالبريد الإلكتروني (EMAIL).

كانت هذه الرسالة عبارة عن مجموعة حروف عشوائية لا تعني أي شيء بالنسبة لمرسلها، إلا أنها كانت بمثابة إعلان عن اختراع جديد سوف تشهده البشرية.

كانت البداية عندما كلفت وزارة الدفاع الأمريكية شركة BBN- التي كان (راي تومليسون) يعمل بها- لبناء شبكة ARPANET، تلك الشبكة التي كانت اللبنة الأولى في بناء الإنترنت. أسندت إلى (تومليسون) مهمة تصميم برنامج بسيط لكتابة الرسائل؛ حتى يتمكن العاملون المشتركون في جهاز كمبيوتر واحد من ترك رسائل لبعضهم البعض عند تغيير (الورديات). صمم (تومليسون) البرنامج، وأسماء (SNDMSG)؛ ثم قام. في وقت لاحق. تصميم برنامج آخر يدعي (SYPNET)، يستخدم في نقل الملفات من جهاز إلى آخر عبر شبكة ARAPNET. ثم بعد أن فرغ من تصميم البرنامجين قام بدمجهما داخل برنامج واحد؛ ليستخدم في كتابة الرسائل، ثم إرسالها إلى آخر عبر الشبكة في الوقت ذاته. فكان البريد الإلكتروني (Electronic Mail) أو (EMAIL) على سبيل الاختصار.

والغريب في الأمر أن فكرة دمج البرنامجين لم تكن مطلوبة في ذلك الوقت، وحين سئل (توميلسون) عن السبب وراء فكرة الدمج هذه، أجاب: “كوني أحد موظفي الشركة، كان على أن أعمل؛ لأشعر أنني أستحق الراتب الذي أحصل عليه، كما أنني لا أستطيع أن استمتع بعطلة نهاية الأسبوع دون أن أحقق إنجازاً”.

كان (توميلسون) ينتهز أي فرصة ويقوم بتطوير البرنامج، وكانت الطفرة حين قرر إضافة هوية المرسل والمرسل إليه إلى الرسالة، فقبل ذلك كان لا يمكن التعرف على اسم المرسل، وإنما كان يمكن التعرف على رقم الكمبيوتر الذي أرسلت منه الرسالة فحسب، كما أنها كانت ترسل إلى جهاز كمبيوتر، لا إلى شخص بعينه، فكان كل من يتشاركون في استخدام الكمبيوتر يستطيعون قراءة الرسالة، ولهذا فكر (توميلسون) في أن تتضمن الرسالة اسم المرسل إليه، إضافة إلى رقم الجهاز.

كان عليه أن يفصل بين اسم الشخص ورقم الجهاز مستعيناً بأحد الرموز. ويقول (توميلسون) في هذا الشأن: “تأملت لوحة المفاتيح.. حاولت العثور على رمز لا يستعمله الأشخاص عادة ضمن أسمائهم..فكان الرمز@ هو ما اخترته من بين الرموز الموجودة على لوحة المفاتيح”. فإذا أراد أحد المتصلين بالشبكة توجيه رسالة إلى (توميلسون) الذي يستعمل الكمبيوتر رقم3- على سبيل المثال- فإنه يكتبها، ثم يقوم بتوجيهها إلى: (Tomlinson@computer3). عرفت بعد ذلك هذه الصيغة (xxxx@xxxxx) بعنوان البريد الإلكتروني (EMAIL Address)، واشتهر الرمز @ الذي ينطق (AT)، وأصبح بمثابة (الحرف) السابع والعشرين في اللغة الإنجليزية- إن لم يك قد أصبح أهم (حروف) اللغة- فما من (كارت) شخصي، أو لافتة إعلانية لإحدى الشركات، أو سيرة ذاتية (CV)، إلا وتجد هذا (الحرف) داخلها ضمن عنوان البريد الإلكتروني.

اختفت ARPANET.. لكن البريد الإلكتروني لم يختف بل تطور تطوراً مذهلاً. ساهمت شركات عديدة في هذا التطوير، لعل أهمها شركة Microsoft التي أحسن القائمون عليها استغلال ذلك بتقديم خدمة  كأول خدمة بريد إلكتروني مجاني لكل مستخدمي الإنترنت، مراهنين على أنه اختراع المستقبل، ولقد نجحوا في كسب الرهان. ثم سرعان ما قامت العديد من الشركات الأخرى بتقديم خدمات مماثلة لبريد ، فظهر بريد ، وبريد ، وبريد (مكتوب) ، ثم أخيراً قامت شركة Google بتقديم خدمة البريد الإلكتروني ، كل هذه الشركات اعتمدت في أساسها على الطريقة التي اخترعها (توميلسون)، والتي تتلخص في كتابة الرسالة، وعنوان المرسل إليه، ثم النقر  فوق أداة الإرسال (Send)؛ لتأخذ الرسالة رحلتها، إلى أن تصل إلى الكمبيوتر الخادم (Server) الخاص بالشركة التي تقدم خدمة البريد الإلكتروني، وتستقر داخل الصندوق البريدي للمرسل إليه، في انتظار أن يقوم بقرائتها:

الكمبيوتر الخادم للبريد الكتروني (EMAIL Server)، وهو في هذا المثال التوضيحي الكمبيوتر الخاص بخدمة (Hotmail).

يستطيع المرسل إليه استخدام أي كمبيوتر  يستطيع المرسل استخدام أي كمبيوتر للدخول إلى صندوق بريده الشخصي الموجود لإرسال الرسالة إلى صندوق البريد الخاص بالكمبيوتر الخادم للشركة التي تقدم خدمة البريد بالمرسل إليه.

 

m2pack.biz