البطالة قصيرة الأمد والبطالة الهيكلية :
لا يمر يوم دون أن يسرح بعض الناس من أعمالهم، وينذر آخرون بترك العمل، ويوظف أشخاص جدد . ويتطلب تغيير
مكان العمل بشكل عام أن تكون المؤهلات والكفاءات والمعلومات قد زادات بحيث يصبح الحصول على فرصة عمل
جديدة ممكنة . ويسبب تطوير المعلومات تكاليف ويحتاج إلى وقت، وهناك أيضاً مسافات مكانية يجب تجاوزها والتغلب
عليها إذا أراد موظف أو عامل ما أن ينتقل مثلا ً منبون إلى برلين. ويسمى هذا الشكل قصير الأمد من البطالة والذي
يظهر بسبب تغيير مكان العمل بطالة بحث عن العمل (بطالة احتكاكية ). كذلك يعد عاطلاًعن العمل لفترات قصيرة
أولئك الأشخاص الذين يفقدون عملهم لفترات قصيرة نتيجة عوامل موسمية، كأولئك العاملين في الزراعة أو في مجال
الإنشاءات والبناء (بطالة موسمية ). وأخيراً تعد البطالة الاقتصادية أيضا ً أحد أشكال البطالة قصيرة الأمد، ففي المراحل
التراجعية تسرح الشركات بعضاً من العاملين فيها بسبب الأوضاع السيئة من حيث عوائدها أو الأعمال التي تقوم بها،
ليعود هؤلاء المسرحون ويجدوا فرص عمل في مراحل انتعاش الوضع الاقتصادي. وعلى أية حال فالعمال الذين
يسرحون في ظروف كهذه عادة ما يكونون من العاملين في المجالات التي لا تتطلب إلا مؤهلات محدودة لأن العودة
للبحث مجدداً عن عاملين ذوي مؤهلات عالية تكون غالباً مرتبطة بنفقات عالية .
أما البطالة الهيكلية فهي بطالة ناتجة عن تحول هيكلي حيث تصبح بعض أنواع الأعمال غير مطلوبة أو تصبح الحاجة
إليها معدومة . وتقع الزراعة والعمل المنجمي والعمل الصناعي دائماًتحت وطأة تحول هيكلي مستمر والبطالة الناشئة
عن ذلك كثيرا ً ما تتحول إلى بطالة طويلة الأمد لأن الحاجة إلى المؤهلات المكتسبة في هذا المجال تصبح منعدمة .