من مصر فوتوغرافيا: هشام لبيب/ تنسيق: طارق لبيب
2من اصل3
احترافية صاحب البيت المعماري ظهرت أيضا في قدرته على التعامل بحنكة مع الطبيعة الخاصة لموقع البيت الموجود في قلب منطقة أثرية لا يسمح فيها بارتفاعات أكثر من مستوى محدد، حيث تمكن لبيب من إنشاء ثلاثة أدوار كاملة دون تجاوز الارتفاع المطلوب، والسر في ترشيد ارتفاعات الطوابق الأول المخصص للحياة الاجتماعية والثاني “الميزانين” محل العمل وجناح الضيوف، لتحظى شقته السكنية في الطابق الثالث بارتفاع يليق بمساحة خاصة لصاحب البيت.
ثنائية الداخل والخارج لعبها طارق لبيب باحترافية كبيرة أيضا، إذ تأخذك كل مساحات المنزل الداخلية بطوابقه الثلاثة إلى الخارج، سواء عن طريق ألواح الزجاج المفتوحة على الحديقة في الطابق الأرضي وجدران الطوب الملحي المستخدمة خصيصا للتقليل من الاعتماد على الزجاج بنظرية ترشيد الطاقة، أو الشرفات الواسعة بالطابق الثاني والثالث، أو بتعدد الأفنية والساحات والجسور المفتوحة على الخارج في كل الطوابق. حيث ينقسم الحيز الخارجي الذي يمثل 85% من مساحة البيت إلى ساحة أمامية غير تقليدية مفتوحة على المسطح الأخضر في الخارج. وفناء رئيسي يستخدم أيضا كمدخل خاص للمكتبة والاستوديو المعماري الذي يمثل موقع العمل وفناءين أحدهما مظلل والآخر مفتوح يربط بين الأجزاء الخدمية والمعيشية في البيت. فضلا عن المدخل المكون من مجموعة من الأقبية والعقود المتقاطعة التي تأخذ الضيوف إلى المدخل الرئيسي للمبنى فإلى قاعة الاستقبال الكبرى المفتوحة بدورها على الحديقة الخلفية المصممة على النمط الفرعوني مع بعض اللمسات اليابانية والتي تضم –فضلا عن حمام السباحة وبعض النباتات المتسلقة- أنواعا مختلفة من الخضر والفاكهة والكثير من الحصى الذي بالإضافة لمنظره الجمالي الذي يقلل من استهلاك المياه التي تحتاجها المسطحات الخضراء، ويعتبرها صاحب البيت مساحة خالصة للاستجمام والراحة لأصحاب المنزل وضيوفهم.