التاريخ الحديث
يُؤرَّخ للعصر الحديث في قارةِ أوروبا بِسقوط الإمبراطورية الرومانية الشرقية على يد العثمانيين ونشأة الدَّولة العثمانية، وكانت أوروبا في تلك المرحلة مُسيطرةً على أهمِّ الأراضي التجارية والاستراتيجية في العالم، وأما الدّولة العثمانية فقد تحكمت في شرق أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا، بينما سيطرت إمبراطورية السّويد والاتحاد البولندي على شمال أوروبا، وفي وسطها كانت الإمبراطورية الرومانية ما زالت قائمةً، أما غرباً فقد تحكّمت كلٌ من إسبانيا والبرتغال في الأراضي المطلة على مضيق جبل طارق وبداوا حملات الاستكشافات الجغرافية الحديثة.
في تلك الفترة أيضاً شهدت إيطاليا حركةً ثقافية كبرى عُرفت بِعصر النَّهضة؛ حيث استطاع العلماء الأوروبيون والفنانون استعادة التراث اليوناني القديم والعلوم العربية التي كانت مزدهرةً في تلك المرحلة، وتخلصوا من الصبغة الكهنوتية على العلوم، ومالوا إلى النّقد والتجريب، وكانت البروتستانتية أهمّ ملامح تلك الثورة الدينية في العصر الحديث، واستمرّ الصّراع بين الأنظمة القديمة والأفكار الحديثة في القارة حتى نجاح الثورة الفرنسية في بدايات القرن التاسع عشر.