ومما يضاعف ويعمق من التأثير السابق أن الائتمان السابق ينطوي على قدر من التشجيع يتمثل في عدم الحصول على فائدة خلال مدة محددة قد تصل إلى قرابة الشهرين يمكن تجديدها بطريقة أو بأخرى ، مما يعني أنها قد تستمر حتى في الأجل الطويل ـ وهكذا ـ هذا بالإضافة إلى العامل النفسي بأن استخدام البطاقات في الشراء لا يصحبه عادة الألم الذي قد يشعر به المستهلك عند الدفع النقدي الحالي ، وهو ما قد يدفع إلى شراء كميات كبيرة من سلع أو خدمات أو ربما شراء سلع أو خدمات ربما لم يكن ليفكر فيها قبل ذلك . وهذا يفيد البنوك كذلك من خلال تمكينها من استغلال ما لديها من إيداعات ليس فقط في مجال الاستهلاك بل لتشجيع الطلب عليها لأغراض الاستثمار ، كما أنها تشكل مصدراً رئيسياً مربحية البنوك مثل رسوم الإصدار وغيرها ، بالإضافة للعمولات المحصلة من التجار والعوائد المحصلة من العملاء ، تقلل كثير من استخدام الأوراق التجارية والمشاكل والتكلفة التي تصحبها .
2 ) البعد الاجتماعي للتجارة الالكترونية :
يشكل البعد الاجتماعي للتجارة الالكترونية من وجهة نظرنا ومن وجهة نظر الأخرى ويتجلى هذ البعد بما يمكن أن تقدمه التجارة الالكترونية للمجتمع وما هي محاذيرها على أفراد المجتمع ككل . وبالتالي فإن البناء الفوقي يلعب دوره الفاعل في هذا المجال . ونعتقد هنا بمقدار استيعاب تلك المؤسسات للفكرة يؤدي إلى دعمها وكذلك الاقتناع الكامل بجدواها ومنفعتها الاقتصادية لاعتقادنا بأن أي فكر اجتماعي ينطوي على جانب اقتصادي .
3 ) البعد السياسي للتجارة الالكترونية :
لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية التجارة الالكترونية في الحياة المعاصرة ، من تقريب المسافات وإلغاء الحدود السياسية ما بين الدول والقدرة على شراء البضائع والخدمات بمختلف أنواعها والاطلاع على أحدث أفضل المنتجات .
لكن في ضوء التغيرات الحديثة والتكتلات السياسية والاقتصادية تلعب السياسة دوراً مهماً في التجارة الالكترونية حيث الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً تفرض حصاراً اقتصادياً على بعض الدول وخاصة العربية والإسلامية منها وتمنع عنها التقنيات الحديثة ، وبذلك تؤدي إلى تأخرها في هذا المجال ، وكذلك بسبب العلاقات السياسية المتوترة بين الدول يمكن أن تمنع بعض الدول الكبرى بعض الدول الأخرى من شراء أو الحصول على البرامج أو التقنيات الحديثة .