التخطيط لمستقبل مختلف 3 من 4
يتمالإغداق عليهم ببذخ ليصيروا بمثابة الجزرة التي يتم وضعها أمام أعين الغالبية العظمة، ليستمروا طوال رحلة
حياتهم يحاولون بلوغها حتى يبلغوا رقدة قبورهم… بقعة ضوء غالبًا لن يبلغونها تتلألأ في نهاية نفق مظلم من ديون
ائتمان قد تم توريطهم فيها عن قصد بتسهيل اقتراضها وتم ترغيبهم فيها من خلال الإعلام المملوك للسادة…
فيتحولوا إلى مجرد آلات للإنتاج وعبيد للاستهلاك، لا يستطيعون التوقف لحظة لالتقاط الأنفاس أو التمهل برهة لتبين
أبعاد الخديعة، وإلا دهسهم قطار الليبرالية الجديدة وسحقتهم نعال جحافل المجاذيب الذين يلهثون بلا وعي لمجرد
التعايش…
وقد أضحت البشرية تعيش ذلك الوضع البائس على مختلف المستويات طوال الوقت، ما بين جزرة نظم تبدو عادلة
وعصا نظم لا تستحي عن إبراز تسلطها… والأمر لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل امتد أيضًا إلى مستوى الدول
والشعوب من خلال “العولمة” التي ما هي سوى تصدير الغرب لمخادعة شعوبه إلى باقي دول العالم الذي حول
عصر الالكترونيات الذي نعيشه إلى قرية صغيرة… والهدف النهائي واضح بالطبع، ويكمن في توحيد النظم والوسائل
تمهيدًا لإدارة العالم مركزيًا وإلى الأبد من قبل السادة أساطين المال والاقتصاد… وإذا كانت الدول الغربية تستعمل
الجزرة لخداع رعاياها، فهي لا تتورع عن استخدام العصا أيضًا مع الدول التي ترفض الخضوع وتحاول الإفلات
من الدوران في تلك المؤامرة العالمية… وأي متابع للشأن الدولي بوسعه أن يدرك ببساطة أن المعايير المطاطة التي
يسخرها الغرب المتقدم لأغراضه تتيح له التغاضي عن تجاوزات إن صبت في صالحه أو التعنت تجاه من يتعارض
مع مصالحه…