التردد ينتظرك عند مفترق الطرق فاستعد له.
نصف صعوبة مفترق الطرق في التردد المصاحب لها، والنصف الآخر في الحيرة التي يصنعها التردد، ويجب فهم أسباب التردد هنا، والتردد أمر طبيعي في تلك اللحظة، فكل قرار نتخذه يأخذ من طاقتنا وحياتنا ومجهودنا، كما يترتب عليه النتائج الطويلة في كثير من الأحيان، وباختيار طريق معين تكون حتما خسرت الآخر، ويزداد التردد كلما زاد عدد البدائل، وأذكر هنا حجم التردد الذي مررت به عند اختيار التخصص الدراسي، فقد حصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة، وكانت لدي الفرصة لدراسة الطب، بينما كنت أفضل العلوم السياسية، وكان مفترق طرق بحق، وتوجب علي الاختيار بين المضمون والممتع، ويرجع التردد عند مفترق الطرق إلى الرغبة في الحصول على كل شيء، فنرغب في الدمج بين الطرق، ويستحيل هذا عمليا، ولكل طريق مميزاته وعيوبه، وعند اختيار شيء ستفقد مميزات باقي الاختيارات، والتنازل عملية صعبة، تحتاج معرفة الأولويات والتفضيلات الخاصة بنا بوضوح، وهو ما يصعب توفره أغلب الوقت للأسف.