التركيز على الأولويات يزيد من معدل الكفاءة والإنجاز بدون تشتت
لا يكفي تحديدك لما تريد إنجازه من أهداف ومهام، ولا يكفي تخطيطك الجيد لتنفيذ ذلك، بل إن الأمر يتطلب منك أن تقوم بمفاضلات بشكل دائم لكي تحدد المهام والأهداف التي تقع في مركز الأولوية والأهمية بالنسبة لك. وهذا يتطلب قدرتك على أن ترى الأمور من بعيد وتمتلك نظرة مستقبلية طويلة المدى، تساعدك على اتخاذ القرارات بشكل جيد وفقًا لما تحدد أنت أولويته. فعلى سبيل المثال، عندما يكون هدفك في المقام الأول هو الحصول على عمل جديد، وبالتالي فإنك تحتاج إلى بذل كثير من المجهود لتحقيق ذلك، مثل مراجعة السيرة الذاتية والبحث على الإنترنت، وغيرها. لذلك عليك أن تستمر في هذا العمل حتى يكتمل دون أن تجعل شئ آخر يشتت انتباهك ويضاعف الوقت الذي تخصصه لهذا الهدف، كأن تنشغل ببعض الحوارات الجانبية على مواقع التواصل الاجتماعي. عليك فقط أن تهتم بما بين يديك أولاً حتى يكتمل للنهاية قبل أن تنجذب وتتشتت مع شئ آخر، ومن ثمّ تتمكن من زيادة معدل الكفاءة .
ويعتبر أسلوب ABCDE الذي قدمته إحدى الدراسات في جامعة هارفرد، وسيلة جيدة يمكن استخدامها من أجل تحدي المهام والأهداف التي لها أولوية. بحيث يأخذ كل هدف لديك حرفًا من تلك الحروف بالترتيب من A إلى E وتتدرج الأولوية بداية من A حتى تصل إلى الأمور التي يمكن إهمالها وتخطيها. لذلك تعتبر دائماً المهمة A هي التحدي الأكبر الذي ينبغي علينا أن نركز عليه أولاً، وهي طريق التقدم والنجاح. وهذا التركيز على الأولويات يتطلب قدراً من قوة الإرادة والتحفيز من أجل استكمال المهمة التي بين أيدينا أولاً.
هذا الطريق نحو النجاح والتقدم وزيادة معدل الكفاءة يحتاج منك بذل المجهود المتواصل والتعلم المستمر واكتشاف أفضل الأساليب التي يمكن أن تحقق أهدافك وخططك من خلالها. فحاول دائمًا أن توفر بيئة عمل ومكان مناسبين لكي يساعدك ذلك على إنجاز الأمور، قم على سبيل المثال بتنظيم المكان الذي تعمل فيه. ثم قم بتوفير الأدوات وأي شئ قد تحتاجه بحيث يكون مهيأ وجاهز لكي تستخدمه. وبالتالي فأنت بحاجة إلى استغلال كل ملكاتك ومهاراتك الخاصة وتوجيهها بشكل سليم. والحقيقة أن تلك المهارات والملكات هي رأس مالك الحقيقي، الذي ينبغي عليك أن تطوره وتكتشفه باستمرار. حدد ما هي مواطن القوة التي تمتلكها، هل هي قدرتك على التواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل جيد، أم قدرتك على التحدث بأكثر من لغة، أم غير ذلك. كل هذه الأمور سوف تساعدك على تحقيق أهدافك في الحياة بشكل أفضل وبالتالي يتطور معدل الكفاءة والإنجاز لديك.
النقطة الجوهرية الأخيرة التي يتعين عليك أن لا تهملها، هي أن تعمل على تطوير نفسك وقدراتك بشكل متجدد ودائم لمتابعة التقدم المذهل الذي يحدث في سوق العمل. فدائمًا ما تحتاج مهاراتك إلى مزيد من التحسين، لذلك استمر في تلقي التدريب والتعليم وإلا سوف تجد نفسك متأخراً كثيراً دون تقدم مع تراجع في معدل الكفاءة والأداء. والحقيقة أنك ستجد وقتًا كثيراً لديك يتم ضياعه على أمور لا دخل لك فيها، مثل الوقت الذي تقضيه في وسائل المواصلات، ومع ذلك يمكنك استغلال هذا الوقت في تطوير نفسك عن طريق تحسين لغة من اللغات لديك بشكل مسموع أو صوتي إذا كنت سائقًا على الطريق مثلاً. يتطلب الأمر منك أن تعرف فقط كيف تقتنص الفرص التي بين يديك بشكل جيد.