التسويق الثقافي لإحياء التراث التونسي
يسعى شبان تونسيون إلى الترويج لموروثهم وثقافتهم بشكل مباشر، أو عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف إحيائه واستعادة الذاكرة الشعبية لبلادهم.
وقد أحدثوا قناة على اليوتيوب تضم أكثر من 30 ألف مشترك، كما قاموا بإنشاء صفحة “حكايات تونسية ومنسية”، فيها العديد من المهتمين بهذا الشأن.
تضم هذه المواقع صورا وفيديوهات مصورة إلى جانب نصوص موجزة، تلخص حكايات تونسية قديمة وخرافاتها الشعبية، وتهدف إلى اكتشاف” التاريخ وحقائقه والأساطير والخرافات والحكايات التي كتبت أو سمعت من الأجداد، والكثير من العادات المنسية”.
اكتشاف الموروث التونسي أكد سيف الدين الشريف، أحد أعضاء المجموعة المكلف بالبحث في التراث، أن الفكرة تتمثل أساسا في إحياء التراث التونسي الضائع.
وتابع في تصريح لمجلة “ميم”:” لدينا تراث منسي ولا نستثمره في عصرنا الحالي، علاوة على الخرافات والعادات القديمة، وبالنسبة إليّ أقوم بإحياء هذا الموروث وفق ما أتذكره وما عشته والمراجع التي ألجأ إليها.
سيف الشريف وتعود أسباب الفكرة حسب الشريف إلى الإرث التاريخي التونسي العظيم، بما يحمله في طاياته من قصص وخفايا، لا تحظى بأهمية في الإعلام التونسي.
يحاول سيف وأصدقائه رغم البعد والمسافات التي تحول بينهم، باعتباره مقيما في الدوحة منذ 8 سنوات، التواصل بشكل دوري وتقديم الأفكار بشكل مبتكر.
يقول:” انطلقت منذ سنة ونصف، واتخذت من مواضيع التراث منهجا أتبعه في محاولة لإعادة احيائه علاوة على كون المسألة تستهويني وهي بمثابة “الغرام”، الذي كبر معي بسبب الغربة”.
وأثنى الشريف على باقي أعضاء المجموعة، الذين اجتمعوا على المواقع الافتراضية، وأحدثوا تطبيق “الأمثال الزمنية التونسية”، وقناة على اليوتيوب “حكايات زمنية تونسية، في محاولة لإحياء التراث بأساطيره وخرافاته.
وتابع:” بالنسبة للتطبيق، جمعنا فيها موسوعة من الأمثال الشعبية، تقدر بأكثر من 800 مثل وحافظنا عليها وحاولنا إبراز الأمثال التي ظهرت في وقتنا نحن”.
وعن مدى استجابة ما تقوم به المجموعة لمتطلبات التسويق الثقافي، يقول:” نعم هو شكل من أشكال التسويق الثقافي حيث أقوم بالترويج لكل المنتجات التونسية، كما أحضر معارض في الدوحة للتسويق للصناعات التقليدية، وموروثنا”.
وأضاف:” كما ساهمت في إعادة فتح الكثير من المقاهي في المدينة العتيقة ودور الضيافة لأهميتهم وطابعهم التونسي الخاص، ففي غياب هذه الأساليب، لن تبقى هذه الخصوصية ملكنا وستفقد أصالتها وهويتها مع الزمن”.
يربط الشباب التطرق لمثل هذه المواضيع بكبار السن، وقد بين الشريف، “ذهب الكثير من متابعي صفحتي إلى كوني رجلا متقدما في السن، وفوجئوا يوم وضعت صورتي بكوني شابا قادرا على المساهمة ولو بجزء بسيط في الترويج لتونس، ومهتما بكل منتج تقليدي وعتيق.
التشجيع على السياحة الثقافية حمودة الياس، منسق المجموعة وأحد أفرادها، يعمل في شركة فرنسية بتونس، وجد في التراث، جمالية تعكس القيمة الفنية لبلده.
تعود فكرة جمعه للقصص والخرافات إلى تنشئته الاجتماعية في أكثر من منطقة تونسية نظرا لعمل والده، فأضحى أشبه بالرحّال الذي يحمل معه حقيبة ملابسه وذاكرة المكان.
يقول ل”ميم”، كنت صغيرا وفي ظل التنقل لا أستطيع إقامة صداقات، فأصبحت أجمع حكايات منطقة معينة وأحكيها لآخرين في مكان آخر.”
ويحاول اليوم العمل على إعادة طرحها بشكل جديد مع المجموعة المتكونة من سيف في البحث في التراث وسماح المختصة في الكتب التونسية واكتشاف خباياها، إضافة إلى كاظم الملمّ بالموروث الموسيقي والفني الأصيل.
وعن المضامين التي تحتويها القناة يقول:” تضم قناة اليوتيوب الخرافات والأمثلة الشعبية وتاريخ تونس بطريقة ترغيبية بسيطة لا تسقط في الابتذال، أو تقديم كتب حول تاريخ تونس إلى جانب الأغاني.
يتطلب عمل الفريق بحثا طويلا وتنقلات مكلفة على حسابهم الخاص مما دفعهم إلى العمل بنظام الاشتراكات، لتوفير الحد الأدنى من النفقات مع الطلبات المتزايدة من المتابعين الذين يبحثون عن الجديد دوما.
وأكد الياس، أن التونسيين في المهجر يتابعون مواقعهم على منصات التواصل الاجتماعي، والكثير منهم زار تونس للتعرف على مناطق لم يعلموا بوجودها سابقا.
وتشجع المجموعة على السياحة الداخلية بهدف للخروج من الشبكة الافتراضية إلى الأمكنة والجهات محور القصة أو الخرافة، لغياب التفاصيل التي تعكس الأبعاد الجمالية لتونس، عن أغلبهم.
وقال المنسق” ما أحلاها تونس، في كل منطقة جو خاص وميزات رائعة، مضيفا” سنعمل على انجاز مشاريع متطورة بالاعتماد على تطبيقات حديثة لاكتشاف جمالها”.
تتجنب المجموعة الحديث عن الدين والسياسة والرياضة، للابتعاد عن الجدالات العقيمة والتركيز في هدفهم الأساسي.
الوسوم
التسويق الثقافي السياحة الثقافية تونس تراث تونسي