التعداد السكاني لعاصمة الضباب
أفادت بعض التقارير المحلية البريطانية بأن التعداد السكاني للعاصمة لندن سوف يتعدى الرقم القياسي الذي تم تسجيله آخر مرة عام 1939م. حيث كانت الإحصائيات السكانية التي سُجلت في هذا التاريخ قد وصلت إلى 8.615 مليون نسمة، وتبعاً لتعدادات سابقة، فإنّ الإحصائيات قد انخفضت إلى أقل من سبعة ملايين نسمة في سبعينات وثمانينات القرن السابق.
لكن هذه التقارير المحلية تذكر بأن بريطانيا أمام تنامي للأعداد السكانية بشكل ملفت للانتباه، وأن هذا التعداد السكاني المتصاعد يتمركز في عاصمة الضباب “لندن”، حيث سوف يصل التعداد السكاني في لندن إلى 8.7 مليون نسمة، لذا سوف تواجه عاصمة الضباب العديد من التحديات الاقتصادية، وخاصة في التأقلم، وآليات استيعاب الكم الكبير من قاطني هذه المدينة، وهذه الإحصائيات تشير إلى أن هناك نسبة تقدر بالـ 37% من إجمالي سكان لندن لم يُولدوا فيها.
تعتبر فئة المتقاعدين من الشرائح الكبيرة من إجمالي السكان، مقارنة مع حقبة الثلاثينات من القرن الماضي، والتي كانت تضم عدداً قليلاً من المتقاعدين، وكان السكان في هذه الفترة يفضلون استئجار المنازل عوضاً عن شرائها، بالرغم من أن أسعار المنازل كانت في متناول الكثير من السكان، خلافاً لليوم؛ حيث أصبحت الأسعار العقارية في العاصمة الضبابية أقرب للخيال، وأصبح امتلاك المنازل شبه مستحيل بالنسبة لأفراد ذوي الدخل المحدود، وحتى الأشخاص الذي يتلقون الرواتب الجيدة نوعاً ما والتي تتماشى مع المعدل الكلي.
هناك الكثير من التغيرات التي حدثت في العاصمة الضبابية لندن في العقود الثمانية الأخيرة؛ حيث في ثمانينات القرن السابق كان مبنى “سانت بول” الكاتدراشية هو الأكثر ارتفاعاً، لكنه الآن يأخذ المرتبة الـ 41، وهنا يشير عمدة لندن “بوريس جونسن” إلى أنّ التزايد السكاني المستمر لا يستطيع السياسيين التحكم به، وأضاف كذلك: “أن التزايد المستمر في عدد سكان العاصمة لندن، هي بمثابة شهادة ثقة بأن لندن هي المكان الأفضل للمعيشة”. لكن أشار إلى أنّه سوف يأتي اليوم الذي يتطلب إرجاع النظر في الحد الأقصى لاسيعاب السكان بالعاصة الضبابية في المستقبل.